ماذا بِوِسعِ الزَمَن المُدَّعي |
ما دمتِ في شِعري وَفي أَضلعي |
لَن يُقطَعَ الدَهرَ لَنا أُلفَةٌ |
مَهما يُفَرِّقنا الوَرى نُجمَعِ |
نَقول لِلنّاسِ إِذا صَيَّحوا |
ما قالَهُ البُلبُلُ لِلضِفدَعِ |
شَبابُنا إِن يَفنَ يَبقَ الهَوى |
نَفنى بِهِ كَالخَلقِ في المبدِعِ |
ماذا عَلى الحُبِّ إِذا لَم يُفق |
هَل وَعَتِ الخَمرَةُ حَتّى نَعي |
رَأَيتُني شَيخاً مَديد الرُؤى |
مُتَّصِلَ السالِفِ بِالمزمِعِ |
عَلى فَمي أُنشودَةٌ لا تَني |
وَنَغوَةٌ خَضراءُ في مَسمَعي |
أَعيشُ في الذِكرى بِغَيبوبَةٍ |
كَما يَعيشُ الطِفلُ في المرضعِ |
طيورُ أَحلامِيَ وَحيُ الهَوى |
مِن حُوَّمٍ حَولي وَمن وُقَّعِ |
إِن تُمحِلِ الدُنيا وَتَعبس لَنا |
فَأَيُّ أَرضٍ فيكِ لَم تُمرعِ |
غَنِمتُ في عَينَيكِ كُنهَ المُنى |
فَالكَونُ يَحيا بي وَيَفنى مَعي |