نباتُ ! بنتِ ! سباكِ اللهُ من أمَة ٍ ، |
كَمِ اعْتَرَتْكِ على الدّهرِ الْمشَاغيلُ |
كم قد عَذَلْتُ ، وكم عاتبتُ مجتهداً ، |
وقلتُ لو أخذتْ فيكِ الأقاويلُ |
ما أنتِ إلاّ عَروسٌ يوْمَ جَلْوَتِها |
على المنصّـة ِ ، تجْلوها العطابيـلُ |
أما نباتُ، فقَدْ أضحَتْ مُخضَبة ً، |
والشّعرُ مُفْتَرِقٌ بالبانِ مَغسُولُ |
قالتْ: تعلَّلْتُ بالحنّاءِ ، قلتُ لها : |
ما بِتَّ تطاريفِ بالحنّاءِ تعليـلُ |
هذي التّطاريفُ من غُنجٍ ومن عَبثٍ، |
كما زَعَمتِ، فَما للطّرْفِ مكحُولُ؟ |
قالتْ: كَحِلتُ بعُذْرِ العَينِ من رَمَدٍ، |
فقلتُ! عذراً: فما للشَّعرِ مبلُولُ؟ |
قالتْ : مُطْرنا ، ولم تمطِرْ ، فقلتُ لها : |
ما بالُ مئزَرَكِ المصْقولِ محلولُ ؟ |
قالتْ : بَرِمْتُ به حمْـلا ، فأثْقَلني ، |
هذا الإزارُ، فلمْ حُلّ السّراويلُ؟ |
قالتْ: غُلبتُ على نفسي، فقلتُ لها: |
هذا زناكِ ، فما هذي أباطيلُ |
زالَ الحِمـارُ ، وكانتْ تلكَ مُنْيَتَهُ |
في الطّينِ ، إنّ حمارَ السّـوءِ موْحولُ |