بات ساهي الطرف والشوق يلح |
ولبحر الدمع من عينيه سفح |
ليته اطفأ نيران الهوى |
حين آذى مهجتي منهن لفح |
عاذلي بالله كن لي عاذرا |
ليس من يشرب خمر الحب يصح |
لا تطل عذلي فعذري واضح |
إن ترك العذل إن لم يغن ربح |
كيف اسلو والهوى مستحكم |
انحل الجسم وفي الأحشاد جرح |
وإذا لم تدر ما سر امرىء |
فانظر الحال ففي الأحوال شرح |
تيمت قلبي فتاة حسنها |
كل حسن عنده يعلوه قبح |
شعرها ليل وصبح وجهها |
فتعجب من دجاء معه صبح |
هيمت قلبي فأضحى بعدها |
للساني في بحور الشعر سبح |
عذبت بالهجر صبا مولعا |
إنما الهجران للعشاق ذبح |
طفلة جملها حسن البها |
لامقاليد وأقراط ووشح |
بل بها الحلية قد زانت كما |
زين الشعر لخير الخلق مدح |
أحمد الهادي إلى سبل الهدى |
كم بدا منه لأهل الأرض نصح |
هاشمي قرشي طاهر |
حسن الأخلاق زكي الأصل سمح |
جاء بالدين الحنيفي وقد |
طبق الأرض من الإشراك جنح |
فأرى الناس الهدى بعد الردى |
فإذا الحق تجلى منه صبح |
فأبى منهم كلاب كيدهم |
حين خافوا أسد الإسلام نبح |
ثم لما رام تمزيق الدجا |
جاءه من فجر نور الله رمح |
فانجلى الشرك وولى دبره |
وعلت للدين آطام وصرح |
وبدت أعلام إسلام بها |
صار للأصنام تكسير وطرح |
وبه الرحمن قد أنقدنا |
من لظي نار لأهل الكفر تلح |
تب من يعدل عن مدحته |
كل مدح لم يكن فيه فقدح |
هو خير الخلق طرا وبه |
للنبيين جرى ختم وفتح |
فيه قد بدئوا واختتموا |
فهو كالمسك له في الختم نفح |
فاق في حلم وحكم وحجى |
زانه صدق وصبر ثم صفح |
عزمه ماض وأما علمه |
فهو كالبحر فلا يزريه نزح |
فهو في يوم الوغا ليث عدي |
وهو في يوم الندى غيث يسح |
كفه عارض جود هاطل |
جاد بالجود فلا يعروه شح |
وإذا ما ثار نقع وعدت |
عاديات وندا منهن ضبح |
والتقى البيض وأطراف القنا |
في مجال وحمى للنبل نضج |
فهو للعائذ حصن مانع |
لم يلن قط لخطب فيه قدح |
لم يكن كيد العدى هائله |
أيهول الضيغم المقدام سرح |
كم له من موطن فيه ارتوى |
من دما أعدائه سيف ورمح |
كل من حار به دان له |
بعد أن يثخنه قتل وجرح |
حربه نار على أعدائه |
فنجا من هو للمختار صلح |
جاءه الكفار في أحزابهم |
ليزيلوا شرعة الحق ويمحوا |
فتلوا هربا بل خيبا |
ما شفوا غيظا وما للزند قدح |
غنم بالنطح صالت وأبى |
جبل الإسلام أن يوهيه نطح |
وله صحب ليوث همهم |
لدم الكفار في الهيجاء سفح |
لم يلاقوا أحدا إلا انثنى |
وتولى وله في العدو جمح |
فهم الشجعان إن جاء الضيا |
وهم الرهبان مهما جن جنح |
وهم القوم إذا ما عبست |
واكفهرت أوجه للحرب كلح |
لا ترى فخرا إذا نالوا ولا |
جزعا إن نالهم في الحرب قرح |
كم سقوا حزب العدى كأس الردى |
وهو في الذوق من العلقم صرح |
فهم الأنصار للدين لهم |
أبدا في نصرة الإسلام كدح |
بذلوا الأنفس والأنفس من |
ما لهم لله ما ضنوا وشحوا |
حسبهم من مالهم سابغة |
جواد ثم صمصام وسمح |
برسول الله قد نالوا العلا |
وبه تم لهم نصر وفتح |
دونكم بعض مديح المصطفى |
من مقل ماله في الشعر فسح |
قد حكت قافية حاوية |
لابن فروخ مديح فيه شطح |
كل مدح لم يكن في المصطفى |
فهو أخبار بمدح لا يصح |
فأنا أرجو به النفع إذا |
الجم الناس من الموقف شح |
فعسى عفو من الله به |
إن عفو الله للعصيان يمحو |
فاغفر اللهم ذنبي كله |
واستر العيب فلا يبديه فضح |
واجب ربي دعائي أنه |
لقضاء الحاج مفتاح ونجح |
وأتم الحمد لله على |
فضله والفضل من ذي العرش منح |
وصلاة الله مع تسليمه |
ما جرى فلك له في البحر سبح |
ابدا يهدي إلى خير الورى |
من له في كتب الرحمن مدح |
أحمد والآل والصحب ومن |
لهم يقفو على الأثر وينحو |
ما حدا بالعيس حاديها وما |
أطرب السمع من الساجع صدح |