حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ |
مِنْ مُغْرَمٍ دَنِفِ الحَشَا مَعْمُودِ |
يا نزهتي الكبرى ومعدن لذَّتي |
وَمَحَلَّ أَهْلِ مَوَدَّتِي وَعُهُودِي |
عوجُوا عليه فلست أُبردُ غُلَّة ً |
حَتّى أُعفِّرَ في ثَراهُ خُدُودي |
ولو كنتُ إذ أدعو أُجابُ لقلتُ يا |
أيّامَ وصلي بالأَحبَّة ِ عُودي |
أَيّامُ ذاتِ الخالِ لَيْسَ تَخِلّ في |
وعدٍ وذاتِ الجيدِ ذاتِ الجُودِ |
وَرَشِيقَة ُ الأَعْطَافِ ذاتُ مُقَبَّلٍ |
يفترُّ عن عذبِ الرّضابِ برودِ |
ناديتُها والرَّكبُ بينَ مودَّعٍ |
يَهْدِي الجَوَى وَمُودِّعٍ مَكْمُودِ |
يا ظبية َ الوعساءِ ما ضرّ الهوى َ |
لَوْ كُنْتِ مِنْ قَنْصِي وَبَعْضِ صُيُودِي |
قَالُوا الشَّبَابُ إلى الغَواني شَافِعٌ |
مَالي رَجَعْتُ بِشَافِعٍ مَرْدُودِ |
قَالُوا الثَّرَاءُ يَزِينُهُ فاعْمدْ إلى |
ظِلِّ ابنِ عَبْدِ الظَّاهِرِ المَمْدُودِ |
فَخرجْتُ أُظْهِرُ هِمَّتي ومحبَّتي |
ومطيَّتي ومَقاصدي وقَصيدي |
وسريتُ مُدَّلجاً إليهِ ومدلِحاً |
والشّوْقُ يُدْني مِنْهُ كُلَّ بَعِيدِ |
لا وَعْرُ أَهْلِ الشّام يُبْعِدنيَ وَلاَ |
الرَّمْلُ المِديدُ ولا اتِّسَاعُ البيدِ |
حتى أنخْتُ بمن بهِ اتَّضحَتْ لَنا |
طُرُقُ الهُدَى وأَدلَّة ُ التَّوْحِيدِ |
عَظِّمْ وَمَجِّدْ ما اسْتَطَعْتَ فإنَّهُ |
أَعْلَى مِنَ التَّعْظِيمِ والتَّمْجِيدِ |
لا تنقضي أوصافُهُ الحُسنى ولا |
أَوْصَافُ آبَاءٍ لَهُ وَجُدُودِ |
خُلِقَ النَّدَى خَلْقاً لَهُ وَكَذَا لَهُمْ |
طِيبُ الثّمارِ دَليلُ طيبِ العُودِ |
عَشقَتْهُمُ العلياءَ إلا أنَّها |
أمنتْ جناية َ هجرهِم وصُدُودِ |
رَفَعَتْهُمُ وازْدَانَ مَنْظَرُها بِهِمْ |
فَهِيَ السَّماءُ وَهُمْ بُدُوُ سُعُودِ |
أوقوالهُمْ للصِّدقِ والأفعالِ للِـ |
ـتّأييدِ والآراءُ للتَّسْديدِ |