صبَا وهزَّتهُ أيدي شوقه طَربا |
وجدَّ من بعدما مانَ الهوى لَعِبا |
لا تعتبوه فما أبقى الغرامُ لهُ |
مِنْ سَمْعِهِ ما بِهِ يُصْغي لِمَنْ عَتِبا |
وَلاَ ثَنَاهُ وأَمْرُ الحبِّ في يَدِهِ |
عذلٌ فكيف وأمرُ الحُبّ قدْ غًلبا |
يهوى بروق الحِمى َ لكنْ يُخالفها |
فكلما ابتسمت منْ جوِّها انتحبا |
يا قلبُ حَتَّام تَهْوَى مَنْ سَلاكَ وَيا |
جَفْنَيَّ كَمْ تَبْكِيانِ الجيرة َ الغَيَبا |
أعيذُ قَلْباً ثَوَى حُبُّ الأميرِ بِهِ |
من أنْ يرى بسوى حُبَّيهِ ملتهبا |
لا تَنْظُر العَيْنُ مِنْهُ السَّيْفَ مُنْصَلِتاً |
إنْ فَارَقَ الغِمْدَ حَلَّ الهامَ فاحْتَجَبَا |
لَوْ أَقْسَمَ المُدْلِجُ السَّارِي عَلَى قَمَرٍ |
باسم الأمير دَعاهُ قطُّ ما غرَبَا |
ولو وضعتَ على الهنديّ سطوتهُ |
طاحَتْ رُؤوسُ الأَعَادِيَ وَهْوَ ما ضَرَبَا |
ولو وضعتَ الذي تُبدي فُكاهتهُ |
للعلقمِ المُرِّ أضحى طعمهُ ضَرِبا |
وَلَوْ تَلوْتَ على مَيْتٍ مَنَاقِبَهُ |
ردّ الآلهُ لَهُ الرُّوح التي سَلبا |
ولو مزجتَ بماءِ المُزنِ ما اكتسبتْ |
مِنْ لُطْفِهِ شيمي ما غَصَّ مَنْ شَرِبَا |
مِنَ الأكارِم أبناءِ الأكارم آ |
باءِ شيمي لا زُوراً ولا كذِبَا |
يسعى لنيلِ العُلى من معشرٍ وَهُمْ |
تَسْعَى المعالي إلى أَبْوابِهِمْ أدبا |
يُعلمونَ الورى آدابهم ولَهُمْ |
بِيضٌ إذا غَضِبُوا لا تَعْرِفُ الأَدَبا |
لَوْ لُقّبُوا بالغُصونِ السُّمْرِ صَدَّقهُمْ |
جَعلَ الرُّؤوس لها يوم الوغى كُثَبا |
المُنْجِدينَ أَخا المُوجِدِينَ سَخاً |
والماجدين أباً والواجدين إبا |
لمّا انتسبتُ إلى أبوابِهِ كَبُرت |
بي هِمَّة ٌ صغرتْ في عيني الرُّتبا |
لَوْ رُمْتُ أَسْحَبُ أَذْيَالي على فَلَكٍ |
لَمدَّ لي سَببٌ مِنْ جُودِهِ سَبَبَا |