أَتَيتَكَ عَن بُعدِ المَدى أَنشِدُ الحَمدا |
فَبُشرايَ إِن خَصصتني في المَلا عَبدا |
فَدَيتَكَ مِن مَولىً يَعِزُّ رِجالُهُ |
فَمِثلي مِن يُفدي وَمِثلُكَ مَن يَفدى |
رَأَيتُكَ جِسماً لِلفَطانَةِ وَالذَكا |
تَكَلل بِالإِجلال وَاِتشَحَ المَجدا |
يُناديكَ هَذا الكَون رُشدي لِأَنَّهُ |
تَلَقَّنَ مِن أَسرار حِكمَتِكَ الرُشدا |
طَلَعت عَلى دار السَعادَةِ كَوكَباً |
بَدا لامِعاً في أُفقِها يَمنَحُ السَعدا |
سَرى اللُطفُ في الدُنيا يُريدُ لَهُ حِماً |
فَلاحَت لَهُ أَنوار ذاتِكَ فَاِستَهدى |
بِعُلياكَ لاذَ الفَخر أَنكَ طالَما |
بَذَلتَ عَلى تَشييد أَركانِهِ الجُهدا |
أَلَستَ الَّذي أَهدى بِأَقلامِهِ الهُدى |
وَعَظَّمَ في أَقدامِهِ السَيفَ وَالجُندا |
حُسامَكَ نور المَجد يَسطَعُ في العُلى |
يراعكَ سَيف الحَق يَستَأسِرُ الإِعدا |
حَلا يُسكِرُ الأَلباب في حَرَكاتِهِ |
كانَّ عَلى فيهِ السَلافَةَ وَالشَهدا |
دَعاكَ مَليك الأَرض في أُفق مُلكِهِ |
فَقُلتُ دَعا في حَزمِهِ الجَوهَرُ الفَردا |
فَعادَت لِعُلياكَ الصَدارة تَنجَلي |
فَقُلتُ أَتَت ذات الوَفا تُذكِرُ العَهدا |
فَقالَ لَنا السُلطان بُشرى لَكُم بِما |
تَرونَ مِن العَدلِ الَّذي طالَما أَجدى |
فَحِلمي يَرويكُم وَظِلي عَلَيكُم |
يَظَلُّ وَإِحساني يَفيضُ لَكُم رَغدا |
وَرُشدي بِأُفقِ المُلكِ أَرختهُ بِهِ |
أَناديهِ لي صَدراً وَصَدري حَوى الرُشدا |