نبيتُ تميماً تجتدي حربَ طيِّىء ٍ، |
تَبَارَكْتَ يَا رَبَّ القُرُونِ الأَوَائِلِ! |
ومَا خُلِقَتْ تَيْمٌ وزَيْدُ مَنَاتِهَا |
وضَبَّة ُ إلاَّ بَعْدَ خَلْقِ القَبَائِلِ |
عراقيبُ ضمَّ الذُّلُّ واللُّؤمُ بينهُمْ |
كَمَا انْضَمَّ شَخْصُ الخارِىء ِ المُتَضَائِلِ |
لَهُمْ نَفَرٌ سُودُ الوجُوهِ، ونِسْوَة ٌ |
قِبَاحُ الأعالي، مُحْمَشَاتُ الأَسَافِلِ |
علَى عهدِ عادٍ سامتِ الذُّلِّ طيِّىء ٌ |
تَمِيماً، وعَادَتْ كُلَّ جِنّ وخَابِلِ |
يدينونَهُمْ أنْ يستبُوا أمًّهاتِهمْ |
وأنْ يمنعُوا منهُمْ خدامَ الحلائلِ |
إذا الجبلانِ استحقبا دينَ معشرٍ |
مِنَ النَّاسِ صَارَ الدَّيْنُ أَحْلاَمَ بَاطِلِ |
ولاَ دَيْنَ لِلطَّائِيِّ يُلْوَى قَضَاؤُهُ |
إذا طيِّىء ٌ ألقَتْ جفونَ المناصلِ |
ومنْ يلتمسْ منْ طيِّىء ٍ ترة ً لهُ |
تكنْ كالثُّريَّا منْ يدِ المتناولِ |
فإنْ يقتلُوا عدلَيْ تميمِ بغرَّة ٍ |
إهابة َ وابنَ الجونِ يومَ الأجاولِ |
فإنَّنا تركنا ابنيْ شهابِ بنِ جعفرٍ |
وجَنَّاءَة َ الثَّاوِي بِصَحْرَاءِ عَاقِلِ |
تَوَهَّنُ مِنْهُ المَضْرَحِيَّة ُ بَعْدَمَا |
مَضَتْ فِيهِ أُذْنَا بَلْقَعِيٍّ وعَامِلِ |
سَحَالِيطَ حَمْرِاءِ القَرَاحِينَ أُكْرِهَتْ |
بِهِ، والعَوَالِي مُضْجَعَاتُ السَّوَافِلِ |
ويوعدني الأقيانُ منْ آلِ دارمٍ |
وكلُّ لئيمٍ منْ معدّ وخاملِ |
لِنَرْفَعَ مِنْهُمْ مَا أبَى اللَّهُ رَفْعَهُ |
وقَدْ وُطِئُوا بِي وَطْأَة َ المُتَثَاقِلِ |
لقدْ زادن حبّاً لنفسيَ أنَّني |
بِغِيضٌ إِلَى كُلِّ امْرِىء ٍ غَيْرِ طائِلِ |
إذا ما رآني قطَّعَ الطَّرفَ بينَهُ |
وبينيَ فعلَ العارفِ المتجاهلِ |
ملأتُ عليهِ الأرضَ حتَّى كأنَّها، |
مِنَ الضِّيقِ في عَيْنَيْهِ، كِفَّة ُ حَابِلِ |
وأنِّي شَقِيٌّ باللِّئَامِ، ولاَ تَرَى |
شقيّا بهمْ إلاَّ كريمَ الشِّمائلِ |
فدونَكَ، إنِّي منْ تعرَّفتَ، فانتحِ |
بِعَيْنِكَ مِنْ عِطْفَ امْرِىء ٍ غَيْرِ وَاصِلِ |
إذا ما رآهُ الكاشحونَ ترَّمزوا |
حذاراً، وأوموا كلُّهُمْ بالأناملِ |
أكلُّ امرىء ٍ ألفَى أباهُ مقصِّراً |
معادٍ لأهلِ المكرماتِ الأوائلِ |
إِذَا ذُكِرَتْ مَسْعَاة ُ وَالِدِهِ اضْطَنَا |
وما يضطّني منْ شتمِ أهلِ الفضائلِ |
لَنَا العَضُدُ الشُّدَّى عَلَى النَّاسِ، والأُتَى |
علَى كلِّ حافٍ منْ معدّ وناعلِ |
عَلَى عَهْدِ ذِي القَرْنينْ، حَتَّى تَتَابَعَتْ |
عَلَى سَنَنِ الإِسْلامِ صِيدُ المَقَاوِلِ |
ولَولاَ قُرَيْشٌ، والحُقُوقُ التي لَهَا |
عَلَيْنَا، أقَمْنَا الدَّرْءَ مِنْ كُلِّ مَائِلِ |
ودِنَّا مَعَدّاً مِثْلَ مَا كَانَ تُبَّعٌ |
يدينهُمُ في كلِّ حقّ وباطلِ |
لنَا مــعقلٌ لمْ يدخلِ الذُّلُّ جوفهُ |
إذا ذكرَ الأقوامُ عزَّ المعاقلِ |
ومَا مُنِعَتْ دَارٌ، ولاَ عَزَّ أَهْلُها |
مِنَ النَّاسِ إلاَّ بالقَنَا والقَنَابِلِ |