يا حبَّذَا نَهرَ القَصِيرِ وَمَغْرِبَا |
ونسيمَ هَاتيكَ المَعالِم والرُّبَا |
وسقى زماناً مَرَّ بي في ظلها |
مَا كَانَ أَعْذَبَهَ لديَّ وأَطْيَبَا |
أَيَّامَ أُوْلَعُ بالخُدُودِ نَقِيَّة ً |
والقدِّ أهيفَ والمقَّبل أشنَبَا |
وأزورُ حاناتِ المدام ولا أرَى |
غَيْرَ الذي قَضَتِ الخلاعة ُ مَذْهَبا |
مَالي – وَمَا قاتَتْ سِنيّ أصابعي ـ |
لَمْ أَقْض بِاللّذات أوطار الصِّبا |
فلأَهْجُرنَّ أخا الوَقارِ وَشأْنِهِ |
ولأَرْكَبَنَّ مِنَ الغِوَايَة ِ مَرْكِبَا |
ولأَطْلَعَنَّ شُمُوسَ كُلّ مَسرّة |
وَأَكونَ مشرقَ أُفقِهَا والمَغْرِبَا |
يَا صَاحِبيّ ـ جُعِلْتُمَا بَعْدِي ـ خُذا |
قول امرِئ عَرَفَ الأُمورَ وجَرّبا |
لَمْ يَخْلُقِ الرَّحْمَنُ شَيْئاً عَابِثاً |
فَالخَمْرُ ما خُلِقَتْ لأن تَتَجَنَّبا |
وتغنَّيا لا بالحَطِيمِ وَزَمْزَمٍ |
بَلْ بِالحِمَى وَبساكِنِيهِ وَزَيْنَبَا |