أظنك من جدوى الأحبة قانطا |
وقد جزعوا بطن الغوير فواسطا |
أصاخوا إلى داعي النَّوى فتحمّلوا |
فلم أرَ إلا قاطناً عادَ شاحطا |
كأنَّ قطينَ الحيِّ عِقْدٌ مُنَظَّمٌ |
أطاعَ على رَغْمي أكفّاً خَوارطا |
وقفنا فمن جأشٍ يخفُّ صَبابة ً |
وجأش امرئ قضّى فخلناه رابطا |
ودمع تَهاوَى لا يُرى الجَفنُ مُترَعاً |
بواكفة ٍ حتى يرى منه هابطا |
نجودُ بما نحوي لمن ظلَّ باخلاً |
ونعطي الرضا عفواً لمن بات ساخطا |
ومن شغف وليت يوم مخجر |
غَشوماً وأَعطيتَ الحكومة َ قاسطا |
أراكَ خَفوفاً في الهوى ثمّ إنَّه اسْـ |
ـتحالَ فقد تَمَّ الهوى مُتَثابطا |
وغرّ الثنايارقتهن بلمتي |
فواعَدْنَها زَوْراً منَ الشَّيب واخطا |
سوادٌ يُبرِّيني وإنْ كنتُ مذنباً |
ويبسطُ من عُذري وإنْ كنتُ غالطا |
ويسكنني حبَّ القلوب وطالما |
ألفَّ على ضمّي أكفاًّ سبائطا |
وإني من القوم الذين إذا انتموا |
أسالوا من السادات بحراً غطامطا |
يحلّون من أرض المعالي يفاعها |
ويابون أهضاماً بها ومهابطا |
وإن زرتهم أفضيت من شجراتهم |
بأموالهمْ فمعاطناً ومَرابطا |
وإن يعلطوا بالمرهفات رقابها |
إذا كان رب البدن بالنار عالطا |
إذا سالموا زانوا المحافل بهجة |
وإن حاربوا في الروع حشوا المآقطا |
وإن بسطوا لم تلق في الخلق ربقة الهدى |
وكم أنقذوا من رِبقَة ِ الكفر وارطا |
وكم أقحطوا أرضَ العدوِّ بأذرُعِ |
يَفِضْنَ فيُخصِبْنَ البلادَ القواحطا |
وكم ولدوا من لابسٍ مِيسَمَ العُلا |
يَبُذُّ وليداً في الجهاتِ الأشامطا |
إِذا ماكريمُ القومِ جارَى فخارَه |
أتى طَرَفاً فيه ووافاك واسِطا |
ألا هل أراها ثائرات كأنما |
تَعلَّقْنَ في أوراكهنَّ الأراقطا |
بأَيدٍ يَغُلْنَ البعدَ من كلِّ نَفْنَفٍ |
ويطوين طى َّ الأتحمى ِّ البسائطا |
بكل غلام من نزار مخففٍ |
كسيد الغضا تلقاه أغبر مارطا |
يجوبُ المهاوِي واحداً عن بسالة ٍ |
وإنْ كان يدعو معشراً وأراهطا |
تراه إذا خيف التتبع سابقاً |
وإنْ رُهِبَ الإقدامُ للقوم فارطا |
إن آنسوا نار الوغى حَدفوا به |
جراثيمَها إنْ سالماً أو مُشائطا |
ويغضى فإن عنت لعينيه ريبة ٌ |
نَضا الحلمَ عنه آنفاً مُتخامِطا |
وقطع أقرانَ الورَى دونَ همِّهِ |
ولن تقطع الأقدار ماكان نائطا |
كأنَّ على عودى سراة حصانه |
أخا لِبَدٍ ضمَّ الفريسة َ ضاغطا |
إذا هَجْهَجْوهُ عن ضَمانِ يمينِهِ |
أزمَّ وقوراً لا يبالي اللواغطا |
مُلبُّون إنْ يُعرَوْا وقد هتفَ النَّدى |
وهيهات ختلي بعدما كنت ناشطا |
ويرجونَ أنْ يَرْقَوْا إلى مثل ذِرْوَتي |
وما بَلغوا من دونِ تلك وسائطا |
ألموا بأطراف العلا واحتويتها |
فمن كان منهم ذائقاً كنت سارطا |
وماغَبَطَ الحسَّادُ إلاَّ فضيلة ً |
وحسْبُكَ مَجداً أنْ تَرى لك غابطا |
مآثر يثقلن الحسود فخامة |
ويُعْيِينَ من إِشرافهنَّ الغَوامطا |