أَتاني كِتابٌ مِنْكِ فِيهِ تَعَتُّبٌ |
عَليَّ وإسْراعٌ، هُدِيتِ إلى عَذْلي! |
فَعَزَّيْتُ نَفْسي ثُمَّ مَالَ بيَ الهَوَى |
وقبليَ قادَ الحبُّ من كان ذا تبلِ |
فَقُلْتُ: إذا كَافَأْتُ مَنْ هُو مُذْنِبٌ |
مُسيءٌ، بِما أَسْدَى إلَيَّ، فَما فَضْلي؟ |
لَمْ أَرْتَجي حِلْمي إذا أَنا لَمْ أَعُدْ |
عليكِ، ولم يجمعْ لجهلكمُ جهلي |
فلا تقتليني، إنْ رأيتِ صبابتي |
إلَيْكِ، فإنّي لا يَحِلُّ لَكُمْ قَتْلي |
وقلتُ لها: واللهِ، ما زلتُ طائعاً |
لكم، سامعاً في رجعِ قولٍ وفي فعل |
فَمَا أَنْسَ مِنْ وُدٍّ تَقَادَمَ عَهْدُهُ |
فلستُ بناسٍ، ما هدتْ قدمي نعلي |
عشية َ قالتْ، والدموعُ بعينها: |
هنيئاً لقلبٍ، عنكَ لم يسلهِ مسلي |
لَقَدْ كَانَ في إقْرَاضِكَ الوُدَّ غَيْرَنا |
وفعلكَ ناهٍ لي، لوَ انّ معي عقلي |
فهذا الذي في غيرِ ذنبٍ علمته |
صَنِيعُكَ بي حَتَّى كَأَنِّي أَخو ذَحْل |
هلِ الصرمُ إلا مسلمي، إن صرم |
تني، إلى سقمٍ ما عشتُ أو بالغٌ قتلي |
ساملكُ نفسي ما استطعتُ، فإن تصل |
أصلك، وإن تصرم حبالك من حبلي |
أَكُنْ كَکلَّذي أَسْدَى إلَى غَيْرِ شَاكِرٍ |
يَداً لَمْ يُثِبْ فيها بِحَمْدٍ وَلاَ بَذْلِ |