يا صاحِ، قل للربعِ: هل يتكلمُ، |
فَيُبينَ عَمّا سِيلَ، أَوْ يَسْتَعْجِمُ |
فثنى مطيتهُ عليّ، وقال لي: |
اسْأَلْ، وَكَيْفَ يُبِينُ رَسْمٌ أَعْجَمُ؟ |
دَرَجَتْ عَلَيْهِ العَاصِفَاتُ فَقَدْ عَفَتْ |
آياته، إلا ثلاثٌ جثم |
عُجْتُ القَلُوصِ بِهِ، وَعَرَّجَ صُحْبَتي |
وَكَفَفْتُ غَرْبَ دُمُوعِ عَيْنٍ تَسْجُمُ |
أُدْمُ الظِّبَاءِ بِهِ تُراعي خِلْفَة ً |
وَسِخَالُها في رَسْمِهِ تَتَبَغَّمُ |
وَثَنَى صَبَابَة َ قَلْبِهِ بَعْد البِلَى |
ورقاءُ ظلتْ في الغصونِ ترنمُ |
غردتْ على فننٍ، فأسعدَ شجوها |
وُرْقٌ يُجْبْنَ، كَمَا کسْتَجَاببَ المَأْتَمُ |
هَلْ عَيْشُنا بِمنًى يَعُودُ كَعَهْدِنا، |
إذ لا نراعُ، ولا يطاعُ اللوم |
أيامَ هندٌ لا تطيعُ محرشاً، |
خطلَ المقالِ، وسرنا لا يعلم |
وعشية ً حبستْ، فلمْ تفتحْ فماً |
بِكَلاَمِها مِنْ كَاشحٍ يَتَنَمَّمُ |
نَظَرَتْ إلَيْكَ، وَذو شِبَامٍ دُونَها، |
نظراً يكادُ بسرها يتكلم |
فَأَبَانَ رَجْعُ الطَّرْفِ أَنْ لا تَرْحَلَنْ |
حتى يجنّ الناسَ ليلٌ مظلم |
فلعلّ غبّ الليلِ يسترُ مجلساً، |
فيه يودعُ عاشقٌ، ويسلم |
فَأَتَيْتُ أَمْشي، بَعْدَما نَامَ العِدَى ، |
وَأَجَنَّهُمْ لِلنَّوْمِ جَوْنق أَدْهَمُ |
فإذا مهاة ٌ، في مهاً، بخميلة ٍ، |
أُدْمٍ، أَطَاعَ لَهُنَّ وَادٍ مُلْحِمُ |
حَيَّيْنها فَتَبَسَّمَتْ، فَكَأَنَّها |
عِنْدَ التَّبَسُّمِ مُزْنَة ٌ تَتَبَسَّمُ |
وَتَضَوَّعَتْ مِسْكاً وَسُرَّ فُؤادِها |
فسرورها بادٍ لمن يتوسم |
فَغَنيتُ جَذْلاناً، وَقَدْ جَذِلَتْ بِنا |
نبغي بذلك رغمَ من يترغم |
ثمّ انصرفتُ، وكان آخرَ قولها |
أَنْ سَوْفَ يَجْمَعُنا إلَيْكَ المَوْسِمُ |