أيَا لِلَّهِ! أيُّ هَوًى أضَاءَ |
بريق بالطويلع اذ ترائى |
ألَمّ بِنَا كَنَبضِ العِرْقِ وَهناً |
فَلَمّا جَازَنَا مَلأَ السّمَاءَ |
كأن وميضه ايدي قيون |
تُعِيدُ عَلى قَواضِبِهَا جلاءَ |
طربت إليه حتى قال صحبي |
لأمرٍ هَاجَ مِنكَ البَرْقُ داءَ |
وَلمْ يَكُ قَبلَها يَقتَادُ طَرْفي |
وَلا يَمضِي بلُبّي حَيْثُ شَاءَ |
خليلي اطلقا رسني فاني |
اشدكما على عزم مضاء |
أبَتْ لي صَبْوَتي إلاّ التِفَاتاً |
إلى الدّمَنِ البَوَائِدِ وانثِنَاءَ |
فان تريا إذا ما سرت شخصي |
امامكما فلي قلب وراء |
وَرُبّتَ سَاعَة ٍ حَبّسْتُ فيهَا |
مطايا القوم امنعها النجاء |
على طلل كتوشيع اليماني |
امح فخاً لط البيد القواء |
قفاز لا تهاج الطير فيها |
وَلا غَادٍ يَرُوعُ بِهَا الظّبَاءَ |
فَيا لي مِنْهُ يُصْبيني أنِيقاً |
بسَاكِنِهِ، وَيُبكِيني خَلاءَ |
انادي الركب دونكم ثراه |
لعل به لذي داء دواء |
تَسَاقَيْنَا التذَكّرَ، فَانثَنَينَا |
كَأنّا قَدْ تَساقَيْنَا الطّلاءَ |
وَعُجنَا العِيسَ تُوسِعُنا حَنِيناً |
تُغَنّينَا، وَنُوسِعُها بُكَاءَ |
الى كم ذا التردد في التصابي |
وفجر الشيب عندي قد اضاءَ |
فَيا مُبدي العُيُوبِ سَقَى سَواداً |
يكون على مقابحها غطاءَ |
شبابي ان تكن احسنت يوما |
فقد ظلم المشيب وقد اساءَ |
وَيا مُعطي النّعيمِ بِلا حِسابٍ |
أتَاني مَنْ يُقَتّرُ لي العَطَاءَ |
متاعٌ اسلفتناه الليالي |
وَأعجَلَنا، فأسْرَعْنا الأدَاءَ |
تسخطنا القضاءَ ولو عقلنا |
فَما يُغني تَسَخُّطُنا القَضاءَ |
سامضي للتي لا عيب فيها |
وان لم استفد الا عناءَ |
واطلب غاية ان طوحت بي |
اصابت بي الحمام أو العلاءَ |
انا ابن السابقين الى المعالي |
اذا الامد البعيد ثنى البطاءَ |
اذا ركبوا تضايقت الفيافي |
وعطل بعض جمعهم الفضاءَ |
نماني من أبات الضيم نام |
افاض علي تلك الكبرياءَ |
شَأوْنَا النّاسَ أخلاقاً لِداناً |
وايمانا رطابا واعتلاءَ |
ونحن النازلون بكل ثغر |
نريق على جوانبه الدماءَ |
ونحن الخائضون بكل هول |
اذا دب الجبان به الضراءَ |
ونحن اللابسون لكل مجد |
اذا شئنا ادراعا وارتداءَ |
أقَمنَا بالتّجارِبِ كُلَّ أمْرٍ |
أبَى إلاّ اعوِجَاجاً والتِواءَ |
نَجُرّ إلى العُداة ِ سُلافَ جَيشٍ |
كعَرْضِ اللّيلِ يَتّبِعُ اللّوَاءَ |
نُطيلُ بهِ صَدى الجُرْدِ المَذاكي |
إلى أنْ نُورِدَ الأسَلَ الظِّمَاءَ |
إذا عَجْمُ العِدا أدْمَى وأصْمَى |
وَطَيّرَ عَن قَضيبِهِمُ اللّحَاءَ |
عجاج ترجع الارواح عنه |
فَلا هُوجاً يُجِيزُ وَلا رُخَاءَ |
شواهق من جبال النقع ترمي |
بها ابدا غدوا أو مساءَ |
وغرٍ آكل بالغيب لحمي |
وان لاكله داءً عياءَ |
يسيء القول اما غبت عنه |
ويحسن لي التجمل واللقاءَ |
عَبَأتُ لَهُ وَسَوْفَ يَعُبّ فيها |
مِنَ الضّرّاءِ آنِيَة ً مِلاءَ |
وَمنّا كلُّ أغلَبَ مُستَحِينٌ |
إنَ أنتَ لَدَدْتَهُ بالذّلّ قَاءَ |
إذا مَا ضِيمَ نَمّرَ صَفْحَتَيْهِ |
وقام على براثنه اباءَ |
وَإنْ نُودي بهِ، وَالحِلمُ يَهفُو |
صَغَا كرماً إلى الدّاعي، وفَاءَ |
وَنَأبَى أنْ يَنالَ النّصْفَ مِنّا |
وَأنْ نُعطي مُقارِعَنَا السّوَاءَ |
وَلَوْ كانَ العِداءُ يَسُوغُ فِينَا |
لما سمنا الورى الا العداءَ |