عَذيرِي من العشرِينَ يَغمِزْنَ صُعدتي |
و من نوب الايام يقرعن مروتي |
وَمِنْ هِمَمٍ أوْجَدْنَني في عَشِيرَتي |
وَأكْثَرْنَ مَا بَينَ الأقارِبِ غُرْبَتي |
وَمِنْ عَزَماتٍ كلَّ يَوْمٍ يَقِفنَ بي |
على كل باب للمقادير مصمت |
وَمِنْ مُهْجَة ٍ لا تَرْأمُ الضّيمَ مَرّة ً |
يُعَجِّلُ عَنْ دارِ المَذَلّة ِ نَهْضَتي |
وَمِنْ لوْعة ٍ للحُبّ مَشحوذَة ِ الظُّبَى |
إذا ضربت في جانب القوم ثنت |
و من زفرة تحت الشغاف مقيمة |
إذا قُلْتُ قدْ وَلّى بِهَا الدّهرُ كَرّتِ |
تذكر أياماً مضين ولو فدت |
بنان يدي تلك الليالي لفلت |
يخالسنا الأحباب حتى تقطعت |
قَرَائِينُنَا، رَيْبَ الزّمَانِ المُشَتِّتِ |
وَلَمْ يَبْقَ لي إلاّ عُلَيْقُ مَضَنّة ٍ |
أُدارِي اللّيَالي عَنْهُ إمّا ألَمّتِ |
فياليتها قد انسأته وليتها |
عليه وإن لم ينجح يوماً اذمت |
سقى الله من أمسى على النأي علتي |
و قد كان مع قرب المزار تعلتي |
أقِلْني، أقِلْني نَظرَة ً ما احتَسَبتُها |
فقد انهلت قلبي غليلاً وعلت |
فَشَوْقاً إلى وَجْهِ الحَبيبِ تَلَهُّفي |
وَمَيْلاً إلى دارِ الحَبيبِ تَلَفُّتي |
جرت خطرة منه على القلب كلما |
زجرت لها العين الدموع ارشت |
و مرت على لبي فقلت لعلها |
تُجَاوِزُني مَكْظُومَة ً، فاستَمَرَّتِ |
أُدارِي شَجاها كَيْ يُخَلّى مَكانُهُ |
وَهَيهاتَ، ألقَتْ رَحلَها وَاطمَأنّتِ |
وَأعْلَمُ ما خاضَتْ يَدُ الدّهرِ للفَتَى |
أمَرَّ مَذاقاً مِنْ فرَاقِ الأحِبّة ِ |
فكم زعزعتني النائبات فلم أزل |
لها قدمي عن وطأة المتثبت |
وكم صاحب الأيام خلفي بروعة |
فَصِرْتُ بِعَينِ الجازِعِ المُتَلَفّتِ |
تسل علي الحادثات سيوفها |
فمن مغمد قد نال منى ومصلت |
زِمَامي بِكَفّ الدّهْرِ أتبَعُ خَطْوَهُ |
و ما الدهر إلا مالك للأزمة |
وَقَدْ كُنْتُ آبَى أنْ أُقَادَ، وَإنّمَا |
الان قيادي من الآن عريكتي |
فلا تشتموا أن يثلم الدهر جانبي |
فاكثر مما مر مني بقيتي |
تحيف شوساً من عيون فاغمضت |
و ذلل غلباً من رقاب فذلت |
فَآهٍ عَلى الدّنْيَا إذِ الجَدُّ صَاعدٌ |
و اوه من الدنيا إذا النعل زلت |
الأهل اخيض الطرف يوماً بغمرة |
إذا الخَيْلُ بالغُرّ الوُجُوهِ تَمَطّتِ |
و لم تلق فيها غير طعن مضجج |
وَضَرْبٍ سَرِيعٍ بالمَنَايَا مُسَكِّتِ |
ترنُّ له هام الرجال وإن رمت |
بِأعْيُنِهَا فِيهِ النّسَاءُ أرَنّتِ |
فسوف تراني طايرا في غبارها |
عَلى سَابِحٍ تَهْفُو غَدائِرُ لِمّتي |
بِيَوْمٍ كَثِيرٍ بِالغُبَارِ عُطَاسُهُ |
إذا ثوب الداعي قليل المشمت |
مَعارِكُ يُخدِجنَ المِهارَ، وَبعدَها |
مناعي رجال ملقيات الأجنة |
وَرُمحي إلى الأعداءِ كَيدي، وَصَارِمي |
جَنَانيَ يَوْمَ الرّوْعِ، وَالصّبرُ جُنّتي |
وَكلُّ غُلامٍ ذي جِلادٍ وَنَجدَة ٍ |
و كل جواد ذي هبتات وميعة |
إذا ما الجياد الجرد اجرى لبانها |
و شمصها وقع الظبا والأسنة |
فان عناني في يمين معود |
عَلى عُقَبِ الأيّامِ قَوْدَ الأعِنّة ِ |
إذا اعترض المأمول من دونه الردى |
شققت إليه الدارعين بمهجتي |
و غامست فيه لا أبالي لو أنني |
تلقيت منه منيتي أو منيتي |
إذا سمحت بالموت نفسي فإنه |
يقل احتفالي بالذي جر ميتتي |
وما ان أبالي ما جنى الدهر بعدما |
يَبُلّ يَمِيني قَائِمٌ مِنْ صَفيحَتي |
فَمَا حَدَثَانُ الدّهرِ عندي بفاتِكٍ |
ولاجنة القار عندي بجنة |
ألا لا أعُدّ العَيْشَ عَيشاً معَ الأذَى |
لأنّ قَعيدَ الذّلّ حَيٌّ كَمَيّتِ |
يُخيفونَني بالمَوتِ، وَالمَوْتُ رَاحَة ٌ |
لمن بين غربي قلبه مثل همتي |
فلا تبرزوا لي بالانوف فانني |
معودة جدع الموارن شفرتي |
بنينا رواق المجد تعلو سموكه |
لقد عظمت تلك المباني وجلت |
أقِلّوا عَلَيْنَا لا أباً لأِبيكُمُ |
ولا ترشقونا باللتيا وباللتي |
تُرِيدُونَ أنْ نُوطى ، وَأنتُمْ أعِزّة ٌ |
بأي كتاب أم باية سنة |
فإن كنتم منا فقد طال مليكم |
قَدِيماً عَلى عِيدانِ تِلْكَ الأرُومَة ِ |
فَلا صُلْحَ حتّى تَسمَعوا مِنْ أزِيزِها |
صواعق أما صكت الأذن صكت |
وَلا صُلْحَ حتّى يَنظُرُوا مِنْ زُهائِها |
شواهق لا يبلغن صوت المصوت |
تَفَلَّتُ مِنْ أرْسَانِهَا وَالأجِلّة ِ |
ثفلت من ارسانها والا جلت |
فَإنّي زَعِيمٌ للأعَادي بِمِثْلِهَا |
وَذَلِكَ رَهْنٌ في ذِمامي وَذِمّتي |
فَيا مُنْبِتي هلْ أنْتَ بالعِزّ مُورِقي |
حَنانَيكَ كمْ أبقَى ، وَقد طالَ منبتي |
أما كملت عند الخطوب تجارتي |
أما خلصت عند الأمور رويتي |
أما انا موزون بكل خليفة |
أرَى أنَفاً مِنْ أنْ يكونَ خَليفَتي |
ألَسْتُ مِنَ القَوْمِ الأولى قَد تَسَلّفوا |
ديونَ العُلى قَبلَ الوَرَى في الأظِلّة ِ |
وَمَا خُلِقَتْ أقْدامُهُمْ وَأكُفُّهُمْ |
لِغَيْرِ العَوَالي وَالظُّبَى وَالأسِرّة ِ |
ذَوو الجَبَهاتِ البِيضِ تَلمَعُ بَينَها |
وُسُومُ المَعَالي وَالوُجُوهِ المُضِيئَة ِ |
أبَوْا أنْ يُلِمّ الذّلّ مِنْهُمْ بجانِبٍ |
و ما العز لا للنفوس الابية |
وكم بين ذي انف حمي وحاملي |
مَوَازِنَ قد عُوّدنَ جَذبَ الأخِشّة ِ |
بلى أنني من تعلمان وإنما |
أرَى الدّهرَ يَعمَى عن بَيانِ فَضِيلتي |
فَخَرْتُ بنَفْسِي لا بِأهْلي مُوَفِّراً |
على ناقصي قومي مناقب اسرتي |
وَلا بُدّ يَوْماً أنْ يَجيءَ فُجَاءَة ً |
فلا تنظراني عند وقت موقت |
و والله لا كديت دون منالها |
وَظَنّي بِربّي أنْ يُبِرّ ألِيّتي |