تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ |
وجُدْ مَعَهُ بالدَّمْعِ فالدَّمعُ جُهدُهُ |
له كلَّ يومٍ في الوداع مواقفٌ |
يذوبُ لَهَا رخْوُ الجمادِ وصلدُهُ |
خليلي من بان المصلى ورنده |
سُقي بالحيا بانُ المُصَلَّى وَرَنْدُهُ |
علام رَمَتْ قلبي هُناك ظِباؤهُ |
وقد كُنْتُ قدماَ تتّقيني أُسدُهُ |
بُلِيتُ بحظٍّ كُلَّما رُمْتُ مَقْصِداً |
يساق من جانب الدَّهر ضدُّهُ |
أَجِيرَانَنا إنَّا وإنْ بَرَّح الهَوَى |
وعزَّ علينا بعدُ من طال بعدُهُ |
لنأسو جراحاتِ الهوى بتعلُّلٍ |
يُشَارُ بِأَطْرَافِ الأَمَانِي شُهْدُهُ |
يَلذّ بِكُمْ سَهْلُ الغَرَامِ وَصَعْبُهُ |
وَيَحْلو بِكُمْ هَزْلُ العِتَابِ وَجِدُّهُ |
تعالوا تعيدُ الوصلَ نحنُ وأنتمُ |
فلا رأي مِنَّا عِنْدَ من دامَ صَدُّهُ |
ولا تفتحُوا للعتب بابً فرُبَّما |
يعزُّعليكم بعد ذلك سَدُّهُ |
وَمُنْتَقِمٍ منِّي وَذَنْبِي عِنْدَهُ |
مَقَالِي: وهَذا الحُرُّ قلبيَ عَبْدُهُ |
ولو كان لي عقلٌ كتمت فإنَّمَا |
بِلُبِّ الفَتَى يُدْرَى وَيُدْرَكُ رُشْدُهُ |
سَكِرْتُ بِأَقْدَاحٍ وَعَيْناهُ خَمْرُها |
وهمتُ ببستانٍ وخدَّاهُ وَرْدُهُ |
رَعَى الله لَيْلاً زَارني فيهِ والدُّجَى |
يكتِّمه لولا تضوُّعُ ندُّهُ |
وَقَدْ نَظَمْتُ صَدْرِي عِناقاً وَصَدْرَهُ |
عُقُودَ الرِّضَا حَتَّى تَنَاثَر عِقْدُهُ |
فَقَابَلْتُ وَجْهاً مُجْتَلَى العَيْنِ بَدْرُهُ |
وَقَبَّلْتُ ثَغْراً مُشْتَهَى النَّفْسِ بَرْدُهُ |
ترقرق درُّ الدَّمعِ من متنِ لحظهِ |
فَحَقَّقتُ أَنّ السَّيْفَ فيهِ فَرْندُهُ |
فَما بَالُهُ مِنْ بَعْدِ عُرْفٍ تنكَّرتْ |
خَلاَئِقُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ عَهدُهُ |
كَذَاكَ رأَيْتُ الدَّهْرَ إنْ يَصْفُ مَنْهلاً |
تَكَدَّرَ مِنْ حَوْضِ الحَوَادِثِ وِرْدهُ |
أَقولُ لقلبي والغرام يقوده |
وسيف التجنّي والتمنّي يقدُّه |
لك الله دع قول الأماني وخلّهِ |
فَمَا كُلُّ مَقْدُوحٍ يُرَى لَكَ زِنْدُه |
إذا لم تدم للرُّوحِ والجسمِ صُحْبة |
فأيُّ حبيبٍ دائمٌ لك وُدُّهُ |
سأسري وجنحُ اللَّيلِ يسطو ظلامُهُ |
وأَسْعَى وَقَلْبُ الشَّمْسِ يَلْفَحُ وَقْدُه |
أَعنِّي على نَيْلِ العُلَى إنَّني بِهَا |
أخو كَلَفٍ لا شيء عنها يصُدُّه |
أَرُومُ بِعَزْمِي فَوْقَ ما دُونَ نَيْلِهِ |
لِوَاءُ المَنَايَا خَافِقُ الظِّلِّ بَنْدُهُ |
وما شرفي إلا بنفسي وإن يكن |
لقومي فخارٌ طاول النَّجم مجدُهُ |
وَلَوْ كَانَ تَحْصِيلُ الفَخَارِ بِنِسْبَة ٍ |
تساوى إذاً حَدُّ الحُسام وغمدُهُ |
ولا ذنب لي إلاَّ الكمال على الصِّبا |
فَمَنْ لِي بِعَيْبٍ أَوْ بِشَيْبٍ يردُّه |