قُلْ للدّيارِ: سَقى أطْلالَكِ المَطَرُ، |
قد هجتِ شوقاً فماذا ترجعُ الذكرُ |
أُسقِيتِ مُحتَفِلاً يَستَنُّ وَابِلُهُ؛ |
أوْ هاطِلاً مُرْثَعِنّاً صَوْبُهُ دِرَرُ |
إذِ الزمان زمانٌ لا يقاربهُ |
هذا الزمانُ وإذْ في وحشهِ غررُ |
إنّ الفؤادَ معَ الظعنِ التي بكرتْ |
منْ ذي طلوحٍ وحالتْ دونها البصرَ |
قالوا: لعَلّكَ مَخزُونٌ! فَقلتُ لهم: |
خَلّوا المَلامَة َ لا شَكوَى وَلا عِذَرُ |
إنّ الخَليطَ أجَدّ البَينَ يَوْمَ غَدَوا |
منْ دارة ِ الجأبِ إذْ أحد اجهمْ زمرُ |
لمّا تَرَفّعَ مِنْ هَيجِ الجَنُوبِ لَهُمْ |
ردوا الجمالَ لاصعادٍ وما انحدروا |
مِنْ كُلّ أصْهَبَ أسرَى في عَقيقَتِهِ |
نَسقٌ من الرّوْضِ حتى طُيّر الوَبَرُ |
بزلٌ كأنَّ الكحيلَ الصرفَ ضرجها |
حَيثُ المَناكبُ يَلقى رَجعَها القَصَرُ |
أبصرنَ أنَّ ظهورَ الأرضِ هائجة ٌ |
و قلصَ الرطبُ إلاّ أنْ يرى سرر |
هلْ تبصرانِ حمولَ الحيَّ إذْ رفعتْ |
حيُّ بغَيرِ عَباءِ المَوْصِلِ اختَدَرُوا |
قالوا نرى الآلَ يَزْهى الدَّوْمَ أو ظُعُنا؛ |
يا بعدَ منظرهمْ ذاكَ الذي نظروا |
ماذا يهيجكَ منْ دارٍ ومنزلة ٍ |
أمْ بكاؤكَ إذْ جيرانكَ ابتكروا |
نَادى المُنادي ببَينِ الحَيّ فابتَكَرُوا |
مِنّا بُكُوراً فَما ارْتابُوا وَما انتظرُوا |
حاذرتُ بينهمُ بالأمسِ إذْ بكروا |
منا وما ينفعُ الاشفاقُ والحذرُ |
كمْ دونهمْ منْ ذرى تيهٍ مخفقة ٍ |
يكادُ ينشقُّ عنْ مجهولها البصرُ |
إنّا بِطِخْفَة َ أوْ أيّامِ ذي نَجَبٍ، |
نغمَ الفوارسُ لما التفتِ العذر |
لمْ يخزأولَ يربوعِ فوارسهمْ |
وَلا يُقالُ لهُمْ: كَلاّ، إذا افتَخرُوا |
سائلْ تميماً عنْ فوارسنا |
حينَ التقى بايادِ القلة ِ الكدر |
لولا فوارسُ يربوعٍ بذي نجبٍ |
ضَاقَ الطّرِيقُ وَعَيَّ الوِرْدُ وَالصَّدَرُ |
إنْ طاردوا الخيلَ لمْ يشووا فوارسها |
أوْ واقفوا عانقوا الأبطالَ فاهتصروا |
نحنُ اجتنبنا حياضَ المجدِ مترعة ً |
منْ حومة ٍ لمْ يخالطْ صفوها كدرُ |
إنّا وَأُمِّكَ مَا تُرْجَى ظُلامَتُنَا |
عندَ الحفاظِ وما في عظمنا خورُ |
تَلقَى تَمِيماً إذا خاضَت قُرُومُهُمُ |
سَائِلْ تَميماً وَبَكْراً عَنْ فَوَارِسِنا |
هَلْ تَعرِفُونَ بذي بَهدَى فَوَارِسَنا |
يَوْمَ الهُذَيْلِ بأيدي القَوْمِ مُقتَسَرُ |
الضّاربِينَ، إذا ما الخَيلُ ضَرّجَهَا |
وقعُ القنا والتقى منْ فوقها الغبرُ |
إنَّ الهذيلَ بذى بهدى تداركهُ |
لَيْثٌ إذا شَدّ منْ نَجداتِهِ الظَّفَرُ |
أرجو لتغلبِ إذْ غبتْ أمورهمُ |
ألاّ يُبارَكَ في الأمرِ الذي ائتَمَرُوا |
خابَتْ بَنُو تَغْلِبٍ إذ ضَلّ فارِطُهم |
حوضَ المكارمِ إنَّ المجدَ مبتدر |
الظاعنونَ على العمياءِ إنْ ظعنوا |
و السائلونَ بظهرِ الغيبِ ما الخبر |
وَمَا رَضِيتُمْ لأجْسادٍ تُحَرّقُهُمْ |
في النارِ إذْ حرقتْ أرواحهمْ سقر |
ألآكلونَ خبيثَ الزادِ وحدهمُ |
و النازلونَ إذا واراهمُ الخمر |
يَحْمي الذينَ ببَطحاوَيْ مِنى ً حسبي، |
تلكَ الوجوهُ التي يسقى بها المطرْ |
أعطوا خزيمة ً والأنصارَ حكمهمُ |
و اللهُ عززَ بالأنصارِ منْ نصروا |
إني رأيتكمُ والحقُّ مغضبة ٌ |
تَخزَوْنَ أنْ يُذكرَ الجحّافُ أوْ زُفَرُ |
قَوْماً يَرُدّنَ سَرْحَ القَوْمِ عَادِيَة ً |
شُعثَ النّواصِي إذا ما يُطرَدُ العَكَرُ |
إنّ الأخَيْطِلَ خِنْزِيرٌ أطَافَ بِهِ |
إحدى الدوَاهي التي تُخشَى وَتُنتَظرُ |
قادوا اليكمْ صدورَ الخيلِ معلمة ً |
تَغشَى الطّعانَ وَفي أعطافِها زَوَرُ |
كانَتْ وَقائعُ قُلْنَا: لَنْ تُرَى أبَداً |
مِنْ تَغْلِبٍ بَعْدَها عَينٌ وَلا أثَرُ |
حَتى سَمِعْتُ بخِنْزيرٍ ضَغَا جَزَعاً |
منهمْ فقلتُ: أرَى الأموَاتَ قد نُشرُوا |
أحياؤهمْ شرُّ أحياء وألأمهُ |
وَالأرْضُ تَلفظُ مَوْتاهُمْ إذا قُبِروا |
رِجْسٌ يكونُ، إذا صَلَّوا، أذانُهُمُ |
قرعُ النواقيسِ لا يدرونَ ما السورُ |
فَما مَنَعتُمْ غَداة َ البِشْرِ نسوَتكُمْ |
و لاصبرتمْ لقيسٍ مثلَ ما صبروا |
أسلتمُ كلَّ مجتابٍ عباءتهُ |
و كلَّ مخضرة ِ القربينِ تبتقر |
هلاّ سكَنتمْ فيُخفي بَعضَ سَوْأتِكمْ |
إذْ لا يغيرُ في قتلاكمُ غير |
يا ابنَ الخَبيثَة ِ رِيحاً مَنْ عَدَلْتَ بِنَا |
أمْ منْ جعلتَ إلى قيسٍ إذا ذخروا |
قيسُ وخندفُ أهلُ المجدِ قبلكمْ |
لَستُمْ إلَيهِمْ وَلا أنتمْ لهمْ خَطَرُ |
موتوا منَ الغيظِ غماً في جزيرتكمْ |
لمْ يقطعوا بطنَ دونهُ مضرُ |
ما عدَّ قومٌ وإنْ عزوا وإنْ كرموا |
إلاَّ افتخرنا بحقٍّ فوقَ ما افتخروا |
نَرْضَى عَنِ الله أنّ النّاسَ قد علموا |
أنْ لَنْ يُفاخِرَنا مِنْ خَلقِهِ بَشَرُ |
وَمَا لتَغْلِبَ إنْ عَدّتْ مَساعِيَهَا |
نجمٌ يضيءُ ولا شمسٌ ولا قمرُ |
كانتْ بنو تغلبٍ لا يعلُ جدهمُ |
كالمهلكينَ بذي الأحقافِ إذ دمروا |
صبتْ عليهمْ عقينٌ ما تنظرهمْ |
حَتى أصَابَهُمُ بِالحَاصِبِ القَدَرُ |
تهجونَ قيساً وقد جذوا دوابركمْ |
حتى أعَزّ حَصَاكَ الأوْسُ وَالنَّمِرُ |
إني نفيتكَ عنْ نجدٍ فما لكمْ |
نَجْدٌ وَمَا لكَ مَنْ غَوْرِيّهِ حَجَرُ |
تَلقى الأُخَيطِلَ في رَكبٍ مَطارِفُهمْ |
برْقُ العَبَاء وَما حَجّوا وَما اعتَمَرُوا |
الضّاحِكِينَ إلى الخِنْزِيرِ شَهْوَتَهُ، |
يا قبحتْ تلكَ أفواهاً إذا اكتشروا |
و المقرعينَ على الخنزيرِ ميسرهمْ |
بئسَ الجزور وبئسَ القومُ إذ يسروا |
وَالتّغْلِبيُّ لَئيمٌ، حِينَ تَجْهَرُهُ؛ |
وَالتّغْلِبيُّ لَئِيمٌ حِينَ يُختَبَرُ |
وَالتّغْلِبيُّ، إذا تَمّتْ مُرُوءتُهُ، |
عَبدٌ يَسوقُ رِكابَ القوْمِ مُؤتَجَرُ |
نسوانُ تغلبَ لا حلمٌ ولا حسبٌ |
و لا جمالٌ ولا دينٌ ولا خفرُ |
مَا كانَ يَرْضى َ رَسُولُ الله دِينَهُمُ |
و الطيبانِ أبو بكرٍ ولا عمرُ |
جاء الرّسُولُ بِدِينِ الحَقّ فانتكَثوا، |
وَهَلْ يَضِيرُ رَسُولَ الله أنْ كفَرُوا |
يا خزرَ تغلبِ إنَّ اللؤمَ حالفكمْ |
ما دامَ في ماردينَ الزيتُ يعتصر |
تسربلوا اللؤمَ خلقاً منْ جلودهمُ |
ثُمّ ارْتَدَوْا بثِيابِ اللّؤمَ وَاتّزَرُوا |
الشّاتمِينَ بَني بَكْرٍ إذا بَطِنُوا، |
وَالجانحِينَ إلى بَكْرٍ إذا افتَقَرُوا |