لَكَ في المَعالي الآن مَطلَعُ عِزَّةِ |
وَمِنَ المَفيضِ السَعدِ منبعُ نِعمَةِ |
لا زِلتَ تَظفُرُ بِالسَعادَةِ بِالِغاً |
أَوجَ المَراتِبِ رافِلاً بِالبَهجَةِ |
فَقَد اِتَّضَعَتَ عَلى الوَداعَةِ سالِكاً |
فَصَعدتَ مُرتَقياً لا شَرَفِ رُتبَةِ |
أَحسَنتَ سَعيَكَ بِالصَداقَةِ وَالهُدى |
فَظَفَرتَ في إِحسانِ أَعظَمِ دَولَةِ |
فيكَ اِنطَوى اللُطفُ الخَفيُّ مُحجَّباً |
فَظَهَرتَ لِلعَليا بِأَعظَمِ حِلَّة |
شَيَّدتَ لِلوَطنِ العَزيز مَفاخِراً |
وَاِمتَزتَ بِالإِفضالِ بَينَ المِلَّةِ |
لَكَ في رُبى الشَهباءِ ذِكرٌ دائِمٌ |
مِنهُ يَفوحُ الطَيبُ كُلُ عَشيَةِ |
وَمَآثِرٌ في اللاذِقِية جَمَّةٌ |
يَثنى عَلَيكَ بِها بِأَخلَص نَيَّةٍ |
وَعَلى عُلى لُبنان فَضلٌ شامِخٌ |
فَوقَ الشَوامِخِ مُعلِنٌ بِالمنَّةِ |
وَبِأُفقِ بَيروتٍ شُعاعَكَ قَد سَما |
يَجلو العُيونَ يَزيلُ كُلُ دَجنَّةِ |
فيها اِبنَتَ مِن المَحامِدِ ما اِقتَضى |
تَخليدَ ذِكرِكَ في قُلوبِ الأُمَّةِ |
إِن كُنتَ تَرحَل بِالسَعادَةِ وَالسَنى |
فَبَنا لِبُعد ضِياكَ أَعظَمُ حرقَةِ |
لَكَ في مَقامِكَ بَهجَةٌ وَتَنعُّمٌ |
وَعَلى خَليلكَ حَسرَةٌ في حَسرَةِ |
قَد قامَ ما بَينَ المَسَرَّةِ وَالأَسى |
يَشكو وَيَشكُر حامِداً لِلقُدرَةِ |
لَما راءَكَ مَليكَنا ذا هِمَّةٍ |
تَشفي الفُؤاد بِكَشفِ كُلِّ ملَّمةِ |
وَلّاكَ في القُدسِ الشَريف مُعظَّماً |
يا كَعبَةَ الفَضلِ الحَميدِ الشهرَةِ |
وَغَدا يُنادي بِالعِباد مُؤَرِّخاً |
أَنا حارِسُ الحَرَمِ المَنيعِ بِعزَّةِ |