كَيْفَ نَخافُ الفَقْرَ يا طَيْبَ بَعدما |
أتَتْنَا بِنَصْرٍ مِنْ هَرَاةَ مَقَادِرُهْ |
وَإنْ يَأتِنا نَصْرٌ مِنَ التُّرْكِ سالِماً |
فَمَا بَعْدَ نَصْرٍ غائِبٌ أنا نَاظِرُهْ |
تَنَظّرْتُ نَصْراً وَالسِّماكَينِ أيْهُما |
عليّ مِنَ الغَيثِ اتَهَلّتْ مَواطرُهْ |
مَضَى كمُضِيّ السّيفِ من كَفّ حازِمٍ |
على الأمرِ إذْ ضَاقَتْ علينا مصَادرُهْ |
إذا مَا أبَى نَصْرٌ أبَتْ خِنْدِفٌ لَهُ |
وَقد عَزّ مَن نَصرٌ، إذا خافَ، ناصِرُهْ |
إذا ما ابنُ سَيّارِ دَعَا خِنْدِفَ الّتي |
لهَا مِنْ أعَزّ المَشْرِقَيْنِ قَساورهْ |
أتَتْهُ على الجُرْدِ الهَذَالِيلِ، فَوْقَها |
دُرُوعُ سُلَيْمَانٍ لهَا، وَمَغافِرهْ |
أرَى النّاسَ مِنّا رَبُّهُمْ حينَ تَلتَقي |
إلى زَمْزَمٍ رُكْبَانُ نَجْدٍ وَغائِرُهْ |
لَنا كلُّ بِطْرِيقٍ إذا قامَ لمْ يَقُمْ |
مِنَ النّاسِ، إلاّ قَائِمٌ هُوَ آمِرُهْ |
هُوَ المَالِكُ المَهْدِيُّ وَالسّابِقُ الذي |
لَهُ أوّلُ المَجْدِ التّلِيدِ وَآخِرُهْ |
تَنظّرْتُ نَصراً أنْ يجيء، وَإنْ يجيءْ |
فإني كَمَنْ قَد مَرّ بالسَّعْدِ طائرُهْ |
رَجَوْتُ نَدى نَصرِ، وَدُونَ يمينهِ |
فُراتانِ ، والطافي بِبلحٍ قراقرهْ |
فأصبحت أعطى النّاس للخيرِ والقرى |
عَليهِ لأضيافٍ ، وجَارٍ يجاورهْ |
ألَمْ تَرَ مَنْ يَختارُ نصراً جَرَتْ لهُ |
بَسَعْدِ السُّعودِ الخيرِ بالخير طائرُهْ |
لَهُ رَاحَتَا كَفّينِ في رَاحَتَتهِمَا |
مِنَ البَحرِ فَيضٌ لا يُنَهَنهُ زَاخرُهْ |
لَهُ راحَتَا كَفَّيْنِ في راحَتَيْهِمَا |
مِنَ البَصْرِ فَيْضٌ لاَ يُنَهْنَهُ زاخِرُهْ |
ألمْ ترَ نَصراً يَضمَنُ الطّعنَ وَالقِرَى |
إذا الرّيحُ هبّت أوْ زَوى السَّرْحَ ذاعرُهْ |
وَلَوْ أنّ مَجْداً في السّمَاءِ وَعِنْدَها |
تَنَاوَلهُ نَصْرٌ إلَيْهِ يُسَاوِرُهْ |