ترنّمْ في نهارِكَ، مستعيناً |
بذكرِ اللَّه، في المترنِّماتِ |
عَنيْتُ بها القوارحَ، وهيَ غُرٌّ، |
ولسْنَ بخيلكَ المتقدِّماتِ |
يبتْنَ، بكلّ مُظلِمةٍ وفجٍّ، |
على حَوضِ الرّدى مُتهجّماتِ |
إذا السُّبُحُ الجيادُ أرحْنَ وقتاً، |
حملْنَك مُسرَجاتٍ مُلجَمات |
وهَيْنمْ، والظلامُ عليك داجٍ، |
لدى وُرْقٍ سُمِعْنَ مُهينمات |
ولا تُرجِعْ، بإيماءٍ، سلاماً |
على بيضٍ أشرْنَ مُسلِّمات |
أُلاتُ الظَّلم جِئن بشرّ ظُلمٍ، |
وقدْ واجَهْنَنا متظلّمات |
فوارِسُ فِتنةٍ، أعلامُ غَيٍّ، |
لَقِينَكَ بالأساورِ معلِمات |
وِسامٌ ما اقتَنَعنَ بحسنِ أصلٍ، |
فجِئنَكَ بالخضاب مُوسَّمات |
رأينَ الوردَ في الوجناتِ حَيماً، |
فغادَينَ البنانَ مُعنِّمات |
وشنّفْنَ المسامِعَ قائلاتٍ؛ |
وكلَّمْنَ القُلوبَ مكلِّمات |
أزمْنَ لجهْلِهنّ حَصىً بدُرٍّ؛ |
غرائبُ لم يكنّ مُثلَّمات |
أجازَينَ التّرابَ، عن البرايا، |
بأكلِ شخوصِها المتجسِّمات؟ |
نقعنَ بماءِ زمزمَ، لانصارى |
ولا مُجُساً، يَظلْنَ مزمزمات |
وقدْ يُصبِحنَ عن بِرٍّ ونُسكٍ، |
بأطيبِ عنبرٍ متنسِّمات |
كأنّ خواتمَ الأفواه فُضّتْ |
عن الصُّهْب العِذاب، مُختَّمات |
كؤوسٌ من أجَلّ الرّاح قَدْراً، |
ولكن ما يزَلنَ مُفَدَّمات |
يكادُ الشّربُ لا يبليه عَصْرٌ، |
إذا باشَرْنَهُ متلثّمات |
ثنتهنّ الجماجمُ من مُرادٍ، |
بشيبٍ، فانْثنينَ مُجَمجمِات |
خمورُ الرّيقِ لسْنَ بكلّ حالٍ |
على طُلاّبهنّ محرَّمات |
ولكنّ الأوانسَ باعثاتٌ |
ركابَك في مهالكَ مُقتِماتِ |
صحِبنكَ فاستفدتَ بهنّ وُلداً |
أصابكَ من أذاتك بالسّمات |
ومَنْ رُزِق البنين فغيرُ ناءٍ، |
بذلك، عن نوائبَ مُسقِمات |
فمن ثُكلٍ يَهابُ ومن عقوقٍ |
وأرزاءٍ يجئنَ مُصَمِّمات |
وإن نُعطَ الإناثَ، فأيُّ بؤسٍ |
تبين في وجوهِ مُقَسَّمات |
يُرِدْنَ بُعولةً ويُرِدْنَ حَلْياً، |
ويلقَينَ الخطوبَ ملوَّمات |
ولسنَ بدافعاتٍ يومَ حرْبٍ، |
ولا في غارةٍ متغَشِّمات |
ودفنٌ، والحوادثُ فاجعاتٌ، |
لإحداهنّ، إحدى المكرُمات |
وقد يفقدنَ أزواجاً كراماً، |
فيا للنسوةِ المتأيِّمات! |
يلِدْنَ أعادياً، ويكُنّ عاراً، |
إذا أمسَينَ في المُتَهَضَّماتِ |
يرُعنك، إن خدمن بغير فنٍّ، |
إذا رُحنَ العشيَّ مُخدَّمات |
وأمّا الخمرُ، فهي تزيلُ عقلاً، |
فتحتَ به مَغالِقَ مُبهَمات |
ولو ناجتكَ أقداحُ النّدامى، |
عدَت عن حَملها متندِّمات |
تذيعُ السرّ من حُرٍّ وعَبدٍ، |
وتُعربُ عن كنائز مُعجَمات |
وينفضُ إلفُها الرّاحاتِ، حتّى |
تعودَ من النّفائس مُعدمات |
وزيّنت القبيحَ، فباشرَتْهُ |
نفوسٌ كُنّ عنه مُخزَّمات |
ويشرَبُها، فيقلِسُها، غويٌّ؛ |
لقد شامَ الخفيَّ من الشِّمات |
ويرفعُ شَربُها لغطاً بجهلٍ؛ |
كأسرابٍ وَرَدْنَ مُسدَّمات |
لعلّ الرُّبْدَ عُجْنَ لها برَبْعٍ، |
فإضْنَ من السّفاهِ مصلَّمات |
أو الغِربانَ مِلنَ لها ببِيضٍ، |
نواصعَ، فانثنينَ مُحَمَّمات |
فإن هَلكتْ خُرُوسُكِ أُمَّ ليلى، |
فما أنا من صِحابِكِ واللُّمات |
فعَنكِ تعودُ أبنيةُ المعالي، |
وأطلالُ النّهى مُتهدّمات |
وقد يَضحي صُحاتُكِ أهل سجنٍ، |
وتَلقَينَ الكؤوسَ محطَّمات |
ولا تُخبرْ شُؤونَكَ، واجعلَنْها |
سرائرَ، في الضّميرِ، مُكَتَّمات |
فإنّ السّرّ في الخَلِدينَ مَيتٌ، |
أخو لَحْدَينِ، بين مقسَّمات |
وما الجاراتُ إلاّ جارياتٌ |
بعيبكَ، إن وُجِدنَ مهيَّمات |
فلا تسأل: أهندٌ أم لميسٌ |
ثوتْ في النّسوةِ المُتخيِّمات |
ولا ترمُق بعينكَ رائحاتٍ، |
إلى حمّامِهنّ، مكمَّمات |
فكم حلّتْ عقودُ النّظمِ وَهنْاً |
عقوداً للرّشادِ منظَّمات |
وكم جَنت المعاصمُ من معاصٍ، |
تعودُ بها المعاضدُ مُعصِمات |
ومن عاشرتَ من إنسٍ، فحاذر |
غوائلَ، مُرَّدٍ متهكِّمات |
متى يطمعنَ فيك، يُرَينَ، تيهاً، |
لأطيب مطعمٍ متأجِّمات |
ويرفعْنَ المقالَ، عليك، جهلاً، |
ويُنفِذن الذّخائر مغرِمات |
توهّمنَ الظّنونَ، فكنّ ناراً |
لما أُشعِرنَهُ متوهِّمات |
إذا زُيّنّ في أيّام حَفْلٍ، |
بدت خيلُ المَريدِ مُسوَّمات |
فغِرْ زُهرَ الحِجال ولا تُغِرْها، |
فتسمحَ بالدّموع مسجَّمات |
وليس عكوفُهنّ، على المصلّى، |
أماناً عن غوارٍ مُجرمات |
ولا تَحمَد حِسانَك، إن توافت |
بأيدٍ، للسّطورِ، مقوِّمات |
فحملُ مغازلِ النّسوان أولى، |
بهنّ، من اليراع مقلَّمات |
سهامٌ، إن عرفن كتابَ لِسنٍ |
رجَعنَ، بما يسوءُ، مُسمَّمات |
ويتركنَ الرّشيدَ بغيرِ لُبٍّ، |
أتَينَ لهدْيه متعلّمات |
وإنْ جئنَ المُنجّمَ سائلاتٍ، |
فلسنَ عن الضّلال بمُنجمات |
ليأخذن التِّلاوةَ عن عجوزٍ، |
من اللاّئي فَغرْنَ مهتَّمات |
يُسبّحنَ المليكَ بكلّ جُنحٍ، |
ويركعنَ الضّحى متأثّمات |
فما عَيبٌ، على الفتيات، لحنٌ، |
إذا قلن المراد مترجِمات |
ولا يُدنَين من رجلٍ ضريرٍ، |
يلقّنُهُنّ آياً محكَمات |
سوى من كان مرتعشاً يداهُ، |
ولِمّته من المتثغّمات |
وإن طاوعنَ أمرك، فانْهَ غِيداً |
يُزرنَ عرائساً متيمِّمات |
أخذنَ كريشِ طاووسٍ لباساً، |
ومِسكاً بالضّحى متلغِّمات |
وأبِعدْهُنّ من ربّاتِ مَكرٍ، |
سواحِرَ، يغتَدين معزِّمات |
يقُلنَ نُهيّجُ الغُيّابَ، حتى |
يجيئوا بالرّكابِ مزمَّمات |
ونَعطِف هاجرَ الخلاّن، كيما |
يزول عن السّجايا المُسئمات |
وجمعُ طوائف العُمّار سهلٌ |
علينا، بالجوالبِ موذَمات |
زعمنَ بأنّ، في مغنى فقيرٍ، |
كنوزاً للملوك مصتَّمات |
فلا يدخلنَ دارك باختيارٍ، |
فقد ألفيتُهُنّ مذَمَّمات |
وإن خالسنَ غِرّتَكَ ارتقاباً، |
فحقٌّ أن يُرحنَ مشتَّمات |
وساوِ لديكَ أترابَ النّصارى، |
وعِيناً من يهودَ، ومسلمات |
ومن جاورتَ من حُنُف وسرب |
صوابىء، فليبنّ مكرَّمات |
فإنّ النّاسَ كلَّهمُ سَواءٌ، |
وإن ذكت الحروب مضرَّمات |
ولا يتأهّلَنْ شيخٌ، مُقِلٌّ، |
بمُعصرةٍ من المتنعّمات |
فإنّ الفقرَ عيبٌ، إن أُضيفَتْ |
إليه السّنّ، جاء بمعظَمات |
ولكنْ عِرسُ ذلك بنتُ دهر، |
تجنّبت الوجوهَ محمَّمات |
من اللاّئي، إذا لم يُجدِ عامٌ، |
تفوّقن الحوادثَ مُعدِمات |
من الشُّمطِ اعتزلنَ بكلّ عودٍ، |
وأفنين السّنين مجرَّمات |
ويغتفرُ الغنى وخْطاً برأسٍ، |
إذا كانت قواك مسلَّمات |
وواحدةٌ كفتكَ، فلا تجاوز |
إلى أُخرى، تجيءُ بمؤلمات |
وإن أزعمتَ صاحبةً بضِرٍّ، |
فأجدِر أن تروعَ بمُعرِمات |
زجاجٌ، إن رفِقتَ به، وإلاّ |
رأيتَ ضروبَه متقصِّمات |
وصن في الشّرخ نفسك عن غوانٍ |
يزُرنَ مع الكواكبِ معتمات |
فقد يسري الغويُّ، إلى مخازٍ، |
بجنحٍ في سحائب منجمات |
وما حَفِظَ الخريدةَ مثلُ بَعلٍ، |
تكونُ به من المُتحرمات |
يحوطُ ذمارَها من كلّ خطبٍ، |
ويمنعُها مصاعبَ مُقرَمات |
إذا الغارانِ غِرْتَهُما بحِلٍّ، |
فدينكَ بالتّورّع والصُّمات |
فهذا قولُ مختبرٍ شفيقٍ، |
ونُصحٌ للحياة وللممات |
طبائعُ أربعٌ جُشّمنَ أمراً، |
فإضنَ، لحمله، متجشّمات |
وأرواحٌ سوالكُ، في جسومٍ، |
يُهَنَّ بأن يُرَينَ مُجسَّمات |