لا تَنوحي عَلى ذَهابِ العَميدِ |
فَسُلَيمانُ في ضَميرِ الخُلودِ |
إِن قَضى قائِد اليَراعِ شَهيداً |
فَلَقَد دَبَّ روحُه في الجُنود |
يا اِبنَةَ الضادِ لا تَنوحي عَلَيهِ |
فَهوَ أَبقى من ركنكِ المَهدودِ |
لا تَخافي أَلّا توفّيه حقاً |
سَتوفّي الدهور حقَّ الفَقيدِ |
نَحنُ لَم نَخشَ أَن يَبيدَ وَلكِن |
نَحنُ نَخشى من بَعدِهِ أَن تَبيدي |
فَسُلَيمانُ غابَ عَنّا لِيُحيي |
في مَواتِ الأَجداثِ روحَ الجُدودِ |
يا أَميرَ الكَلامِ أَيُّ ضَريحٍ |
أَنت تَختارُ في التُرابِ البَعيدِ |
عُد لِلُبنانَ فَهوَ أَرحبُ صَدراً |
في ذِراعَيهِ حرمَة للشَهيدِ |
عُد إِلَيهِ ميتاً فَيمسي ثراه |
بِبقاياكَ ذا فُؤادٍ وَدودِ |
رُبَّ خَلقٍ في جانِبَيكَ كَريمٍ |
يَتَمَشّى جَلالُه في الدودِ |
لَم تُضاهِ الأَعمى الإِلهِيَّ إِلّا |
وَرماكَ الأَعمى بِعَينِ الحَسودِ |
فَفَقَدتَ العَينَ البَصيرَةَ حِفظاً |
لِمُراعاةِ حرمَة في اللحودِ |
يا رَسولَ الفِكرِ الجَديد سَلامٌ |
كَم هَديتَ العُلى بِفِكرٍ جَديدِ |
إِنَّما الفِكرُ عالم ما لهُ حَ |
دُّ عَلا فَوقَ عالم محدودِ |
وَعمادٌ عِيَ العُقولُ مُقيمٌ |
فَوقَ أَطوادِها جَلالُ الوُجودِ |
إِن تَنوء بِالحَملِ الثَقيلِ فَتَهوي |
يَسقطِ الكَونُ بِالضَجيجِ الشَديدِ |
وَالنُفوسُ الكِبارُ تَشقى طَويلاً |
بَينَ جُدران صَدرِها المَفئودِ |
هيَ مِثل الطُيورِ تَخفقُ حيناً |
ثُمَّ تَقضي في سِجنِه المَوصوِ |
يا سُلَيمان أَيُّ نَعشٍ مجيد |
حلَّ فيهِ جَلال صَدرِ مَجيدِ |
ذلِكَ النَعشُ يا أُولي العِلمِ قدسٌ |
فَخُذوهُ ذَخائِراً لِلجيدِ |
لامَسَ المَوتُ قَلبَهُ فَهَنيئاً |
لِأَصابيعِ قَبضَتِه السودِ |
وَهَنيئاً لِلتُربِ يَلثَم جَفنَي |
هِ وَيَهوي عَلى جَمالِ الخُدودِ |
كَتَبَ اللَهُ في مَصاحِف خَدَّي |
هِ سُطوراً شَريفَة من نَشيدِ |
فَاِقرَأوها وَاِجثوا لَدَيها خُشوعاً |
كَجثوِّ العَبيدِ لِلمَعبودِ |
حجَّة العِلم وَالسِياسَة في الما |
ضي وَركنٌ من الكِرامِ الصيدِ |
شبَّ طِفلاً على مَحَبَّة لبنا |
نَ فَكانَ الإِخلاصُ فَرضَ العَميدِ |
أَوفَدتَهُ البِلادُ لِلذودِ عَنها |
في فُروق فَكانَ فَخرَ الوُفودِ |
وَاِصطَفاهُ عَبد الحَميد وَلكِن |
لَم يَكُن مِن رِجال عَبدِ الحَميدِ |
يا أَميرَ الحجي أَفاقَ العَذارى |
مِن سُبات بِجفنِها مَعقودِ |
وَأَعدَّت وَلائِم العرسِ في الخل |
دِ وَزفَّت إِلَيكَ بِنت الخُلودِ |