أبُيِّنْتَهَا أمْ نَاكَرَتْكَ شِيَاتُهَا |
نَزَائِعَ يَنْقُلْنَ الرّدَى صَهَوَاتُهَا |
طَلَعْنَ سَوَاءً، وَالرّمَاحُ عَوَابِسٌ |
تُعَاسِلُهَا أعْنَاقُهَا وَطلاتُهَا |
رَأوا نَقْعَها يَدْنُو فَظَنّوا غَمَامَة ً |
فما شعروا حتى بدت جبهاتها |
وَفَوْقَ قَطَاهَا غِلْمَة ٌ غالبيّة ٌ |
تَمِيسُ عَلى أكْتَافِهَا وَفَرَاتُهَا |
مَغَاوِيرُ لا مِيلٌ تُثَنّي رِقَابَهَا |
أفِتْيَانُهَا البَاكُونَ أمْ فَتَيَاتُهَا |
تلثم فوق اللثم بالنقع والدجى |
فلولا ظباها لم تبن صفحاتها |
مَتَى تَرَهَا في حَيّهَا تَرَ فِتْيَة ً |
لِيَوْمِ الوَغَى مَأخُوذَة ً أُهْبَاتُهَا |
مُفَرَّغَة ً مِمّا تُنِيلُ عُبَابَهَا |
من المال أو مملوؤة جفناتها |
تَخَطّى بِهَا أعْنَاقَ كُلّ قَبيلَة ٍ |
صوارمها تهتز أو قنواتها |
ترى عندها الشهر الحرام محللا |
إذا خفَرَتْهَا للوَغَى عَزَمَاتُهَا |
و احلم خلق الله حتى إذا دنا |
إلَيْها الأذَى طارَتْ بِهَا جَهَلاتُهَا |
إذا وسمت بالنار خيل فعندها |
كَرَائِمُ آثَارُ الطّعَانِ سِمَاتُهَا |
متى سمعت صوت الصريخ تنصتت |
قِيَاماً إلى داعي الوَغَى سَمَعَاتُهَا |
رَحَلْنَا بِأكْبَادٍ غِلاظٍ عَلى الهَوَى |
قليل إلى ما خلفها لفتاتها |
إذا ازمعت ازماعة الجد لم تبل |
افتياتها الباكون أم فتياتها |
سوابقها أولى بها لانساؤها |
و ادراعها والبيض لا امهاتها |
وحي من الأعداء باتوا بليلة |
منعمة لو لم تذم غداتها |
وَخَيْلٍ خَشَشْنَا جَوّهمْ برِمَاحِنا |
كما خش آناف القروم براتها |
فما استيقظوا حتى تداعى صهيلها |
وَقَدْ سَبَقَتْ ألحَاظَهُمْ عَبَرَاتُهَا |
و لم ينجح إلا من تخاطت سيوفنا |
و ذاق الردى من عممت شفراتها |
قواضب لا يودي بشيء قتيلها |
إذا امست القتلى تساق دياتها |
أنِسْنَا بِأطْرَافِ الرّمَاحِ، وَإنّنا |
لنحن محلوها ونحن سقاتها |
نبَتنَ لأيْدِينَا خُصُوصاً، وَإنّمَا |
لَنَا يَتَوَاصَى بالطّعَانِ نَبَاتُهَا |
بِأبْوَابِنَا مَرْكُوزَة ٌ، وَإلى الوَغَى |
تَزَعْزَعُ في أَيمانِنَا قَصَبَاتُهَا |
أبِيتُ، وَكَانَ العِزُّ مِنّي خَليقَة ً |
و هل سبة إلا وقومي اباتها |
فلا تفزعني بالوعيد سفاهة |
فلي همة لا تقشعر شواتها |
تَغاوَتْ عَلى عِرْضِي عَصَائبُ جَمّة ٌ |
وَلَوْ شِئْتُ مَا التَفّتْ عَليّ غُوَاتُهَا |
أُوَلّيهِمُ صَمّاءَ أذْنٍ سَمِيعَة ٍ |
إذا مَا وَعَتْ ألْوَتْ بِهَا غَفَلاتُهَا |
يَطُولُ إذاً هَمّي، إذا كانَ كُلّمَا |
سَمِعتُ نَبيحاً من كِلابٍ خَساتُهَا |
لِذِلّتِهَا هَانَتْ عَليّ ذُنُوبُهَا |
فلَمْ أدرِ مِنْ نَبذي لهَا مَنْ جُناتُهَا |
قَوَارِصُ لمْ تَعْلَقْ بجِلْدِي نِصَالُها |
وَلَوْ كانَ غَيرِي أنفَذتهُ شَذاتُهَا |
هم استلدغوا رقش الافاعي ونبهوا |
عقارب ليل نائمات حماتها |
وهمْ نَقَلُوا عَنّي الذي لمْ أفُهْ بهِ |
و ما آفة الاخبار الا رواتها |
رَمَوْني بِما لَوْ أنّ عَيْني رَمَتْ بِهِ |
جناني على عزي لها لفقاتها |
أُرِيدُ لَئِنْ أحنُو عَلى الضّغْنِ بَينَنا |
وَتَأبَى قُلُوبٌ أنْغَلَتْهَا هَنَاتُهَا |
دعوها ندوباً بيننا باندمالها |
ولا تبلغوا مني والا نكاتها |
فَإنّي مَطُولٌ للأعَادي مُمَاحِكٌ |
اذا نصَّفوا اوساق ضغن ملاتها |
لقَد غَرّبَتني حُظوَة ُ الفَضْلِ عنكُمُ |
وَإنْ جَمَعَتْ أعرَاقَنَا نبَعَاتُهَا |
و ما النفس في الاهلين الا غربية |
إذا فقدت اشكالها ولداتها |
بني مضر خلوا نفوساً عزيزة |
تَنَامُ فَأوْلَى أنْ يَطُولَ سِنَاتُهَا |
دعوها فخير للاعادي هجورها |
وَشَرٌّ لِمَنْ يَغرَى بِها يَقَظَاتُهَا |
ثِقُوا عَنْ قليلٍ أنْ يَهُبّ شَرَارُها |
وَإنْ قُلتُمُ قَدْ أُخمِدَتْ جَمَرَاتُهَا |
ولا تأنسوا ان الجياد بشكلها |
فَيَا رُبّمَا أرْدَتكُمُ نَزَوَاتُهَا |
و لا تأمنوا صول النفوس وان غدت |
مَضَارِبُهَا مَفْلُولَة ً وَظُبَاتُهَا |
بنو هاشم عين ونحن سوادها |
على رغم اقوام وانتم قذاتها |
وَمَا زِلْتُمُ داءً يُفَرّي إهَابَهَا |
و ان كنتم منها ونحن اساتها |
و اعجب ما يأتي به الدهر انكم |
طَلَبْتُمْ عُلًى مَا فيكُمُ أدَوَاتُهَا |
و املتم أن تدركوها طوالعاً |
دعوها ستسعى للمعالي سعاتها |
وَإمّا حَرَنْتُمْ عَنْ مَداهَا، فإنّنَا |
سراع إذا مدت لنا حلباتها |
أبي دُونَكُمْ ذاكَ الذي ما تَعَلّقَتْ |
باثوابه الدنيا ولا تبعاتها |
تجنبها هوجاء لا مستقيمة |
خطاها ولا مأمونة عثراتها |
غَدَا رَاضِياً بالنّزْرِ مِنْهَا قَنَاعَة ً |
وَلَوْ شاءَ قَدْ كانَتْ لهُ جَفَناتُهَا |
تلافظها من بعد ما زاق طعمها |
فكانت زعاقاً عنده طيباتها |
تلافى قريشاً حين رق اديمها |
و خفت على ايدي الرجال حصاتها |
وَرَجّبَها مِنْ بَعدِ ما مالَ فَرْعُهَا |
و حين ابت الا اعوجاجاً قناتها |
و كم عاد في احدى عواليه هامة |
لجبار قوم قطرته شباتها |
فَمَنْ غَيْرُهُ لليَعْمَلاتِ يُقِيمُهَا |
إذا وَقَعَتْ مَثْنِيّة ً رُكُبَاتُهَا |
وَمَنْ لعَجاجِ الحرْبِ يَجلو ظَلامَهُ |
إذا خَفَقَتْ في نَقْعِها عَذَبَاتُهَا |
وَمَنْ للمَعَالي القُودِ يَقْرَعُ هَامَها |
إذا نفت الأقدام عنها صفاتها |
و من لاضاميم الجياد غدوها |
لِطَعْنِ حَماليقِ العِدَى وَبَيَاتُهَا |
لَنَا وَعَلَيْنا إنْ لَبِثْنَا هُنَيهَة ً |
قطاف رؤس اينعت ثمراتها |
فيا لهفي كم من نفوس كريمة |
تموت وفي اثنائها حسراتها |
يعز علينا ان تفوت وانها |
قضَتْ نحبَها أوْ ما انقضَتْ زَفَرَاتُهَا |
و كان بدار اهون ملقى جنوبها |
سَوَاءٌ عَلَيْها مَوْتُها وَحَيَاتُهَا |
أسَارَى تُعَنّيها الكُبُولُ، مَذُودَة ٌ |
بواطشها مقصورة خطواتها |
و ما برحت تبكي قتيلاً عيونها |
فلا دمعها يرقى ولا عبراتها |
عسى الله ان يرتاح يوماً بفرحة |
فتَنطِقَ أنْضَاءٌ أُطِيلَ صُماتُهَا |
و يؤخذ ثار مات هما ولاته |
وَلَمّا تَمُتْ أضْغَانُهَا وَتِرَاتُهَا |
فكَمْ فُرّجَتْ من بَعدِ ما أغلِقَتْ لَنا |
مَغالِقُها، وَاستَبهَمَتْ حَلَقاتُهَا |
غَرَسْتُ غُرُوساً كنتُ أرْجو لَحاقَها |
وَآمُلُ يَوْماً أنْ تَطِيبَ جَناتُهَا |
فان اثمرت لي غيرما كنت آملاً |
فلا ذنب لي ان حنطلت نخلاتها |