دَعَتِ الهمومَ إلى شغافِ فُؤادي، |
وحمتْ جوانبَ مُقْلَتَيَّ رُقادي |
وُرْقٌ بتفجقة ٍ تنوحُ أليـفـَهـا |
غَلَسَ الدُّجُنَّة ِ في ذُرَى الأعــوادِ |
ولقد أُزيحُ الهَمَّ حينَ ينوبُني، |
والشّوْقُ يقْدَحُ في الْحَشا بزِنادِ |
بمُدامة ٍ ورثَ الزّمانُ لُبابَها، |
عنْ ذي الأوائلِ من أكابر عادِ |
زادتْ على طولِ التقادُمِ عِـزّة ً ، |
ودعتْ لآخرِ عهْدِها بنَفَادِ |
حتى تَطَّلّعَها الزّمانُ ، وقد فَرَتْ |
حُجُبَ الدّنانِ بناضرٍ حــدّادِ |
فكأنّما صَبَغَ التقادُمُ ثوْبَها، |
والكأسُ في عرْسِ الْمُدام، بجادِ |
تسْعَى إليّ بكأسِها كرْخيّة ً، |
يختصّها نَدْمــانُهــا بــوَدادِ |
ناطَتْ بعاتِقِها الوِشاحَ؛ كما ترى |
بطَلاً يُحاوِلُ نجدة ً بنِجادِ |
فَرَأتْ عقودُ الرّاحِ دُرَّ وشاحِها، |
فحكيْنَهُنَّ، وهُنّ غيرُ جَمــادِ |
فتلألأ النّورَانِ نورٌ ساطِعٌ، |
ومنظّمٌ أرِجٌ على الأجْيادِ |
و مُرِنّة ٍ جمعتْ إلى نُدَمــائِها |
بِدَعَ السّرُورِ يقُدْنَ كلّ مقــادِ |
لمّا تَغَنَّتْ ، والسّرورُ يحثّهـا: |
رَحَلَ الخليطُ جِمالَهمْ بسوادِ |