وَقَدْ كُنْتُ لا آتي إِليْكَ مُخاتلاً |
لَدَيْكَ وَلا أُثْني عَلَيْكَ تَصَنُّعا |
وَلَكِنْ رَأَيْتُ کلمَدْحَ فيكَ فَريضَة ً |
عَلَيَّ إِذا كانَ کلمَديحُ تَطَوُّعا |
فَقُمْتُ بِما لَمْ يَخْفَ عَنْكَ مَكانُهُ |
مِنَ القَوْلِ حَتَّى ضاقَ مِمَّا تَوَسَّعا |
وَلَو غيرُكَ الموسومُ عنِّي بريبَة ٍ |
لأَعْطَيتُ مُدَّعي القَوْلِ ما ادّعَى |
فَلا تَتخالَجْكَ الظُّنونُ فَإِنَّها |
مَآثِمُ وَاتْرُكْ فِيَّ لِلصُّنْعِ مَوْضِعا |
فَوَاللهِ ما طَوَّلْتُ بِاللَّوْمِ فيكُمُ |
لِساناً وَلا عَرَّضْتُ لِلذَّمِّ مِسْمَعا |
وَلا مِلْتُ عَنْكُمْ بالوِدادِ وَلاَ انَطَوَتْ |
حِبالي وَلا وَلَّى ثَنائي مُوَدِّعا |
بَلى رُبَّما أَكْرَمْتُ نَفْسي فَلَمْ تَهُنْ |
وَأَجْلَلْتُها عَنْ أَنْ تَذِلَّ وَتَخْضَعا |
وَلَمْ أَرْضَ بالْحَظِّ کلزَّهِيدِ وَلمْ أَكُنْ |
ثَقيلاً عَلى الإخْوانِ كَلاًّ مُدَفَّعا |
فَبايَنْتُ لا أَنَّ العَدَاوَة َ بَايَنَتْ |
وَقَاطَعْتُ لا أَنَّ الوَفاءَ تَقطَّعا |
أَلُوذُ بِأَكْنافِ الرَّجاءِ وأَتَّقي |
شَماتَ العِدا إِنْ لمْ أَجدْ فيكَ مَطْمَعا |