إبراهيم الخليل ولد ابراهيم في مدينة أور الغنية على ضفاف نهر الفرات في ما بين تزوج ابراهيم ساره، اخته غير الشقيقة من ابيه . وانتقل والده تارح وجميع لبى ابراهيم الدعوة وعاش كبدوي يرتحل من مكان الى آخر مع قطعانه ومواشيه . ولما وجد مقاومة من الكنعانيين ثم جاء الامتحان الكبير، كما ذكر في العهد القديم، عندما أمر الله بعد موت ساره أرسل ابراهيم خادمه أليعازر ليختار لاسحق زوجة من عشيرة يعيد المؤرخون هجرة ابراهيم وشعبه من ما بين النهرين الى ارض كنعان الى ورد في “المنتظم في تاريخ الملوك والأمم” لابن الجوزي عن ابراهيم الخليل عليه السلام: ” هو: إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح. قال الزبير بن بكار: ويقولون إبراهيم بن آزر بن الناحور بن الشارغ بن واسم أمه نونا بنت كرنبا بن كوثا من بني أرفخشد بن سام. وكرنبا هو الذي كرى نهر كوثا. وكان بين الطوفان وإبراهيم ألف سنة وتسع وتسعون سنة. وقيل: ألف ومائتا سنة وثلاث وستون وذلك بعد خلق آدم بثلاثة آلاف سنة وثلاثمائة وثلاثين سنة. وقد روى أبو أمامة أن رجلًا سأل رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم فقال: كم بين نوح وإبراهيم فقال: عشرة قرون. أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا الجوهري أخبرنا ابن حيوية أخبرنا أحمد واختلفوا في المكان الذي ولد فيه فقال بعضهم: ولد في بابل من أرض وقيل: كان بناحية كسكر ثم نقله أبوه إلى ناحية كوثى وهي المكان الذي كان به نمرود. وقيل: كان مولده بحران ولكن أباه نقله إلى أرض بابل. وعامة العلماء على أن الخليل ولد في عهد نمرود بن كنعان بن سنحاريب بن نمرود بن كوش بن حام. وكان نمرود هذا قد ملك الشرق والغرب. وبعض المؤرخين يقول: نمرود هذا هو الضحاك قال السدي عن أشياخه: أول ملك ملك الأرض شرقها وغربها نمرود بن كنعان. وكانت الملوك الذين ملكوا الأرض كلها أ أربعة: نمرود وسليمان بن داود وذو القرنين وبخت نصر. قال العلماء بالسير: لم يكن بين نوح وإبراهيم نبيّ إلا هود وصالح فلما فلما وجدت أم إبراهيم الطَّلْق خرجت ليلًا إلى مغارة ثم ولدت إبراهيم فكان إبراهيم يشب في شهر شباب سنة. فلما تكلم قال لأمه: أخرجيني أنظر فنظر وقال: إن الذي رزقني وأطعمني ثم ذهبت به أمه إلى أبيه فأخبرته ما صنعت به فسر بسلامته. وكان آرز يصنع الأصنام ويقول لإبراهيم: بعها فيقول ابراهيم: من يشتري ما يضره ولا ينفعه. فشاع بين الناس استهزاؤه بالأصنام ثم أراد أن يباديَ إبراهيم قومه فسمعها بعضهم ثم دخل إبراهيتم إلى بيت الالهة وقد جعلوا بين يديها طعامًا فقال: ألا تأكلون. فلما لم يجبه أحد قال: ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربًا باليمين ثم علق الفأس في عنق الصنم الأكبرثمٍ خرج. فلما رجع القوم قالوا: {مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا} ثم ذكروا {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} غضب أن تعبد معه هذه أخبرناَ محمد بن أبي القاسم أخبرنا أحمد بن أحمد أخبرنا أبو نعيم قال علمأء السير: ثم أجمع نمرود وقومه على تحريقه فقالوا: أحرقوه. ذكر قصة إلقائه في النار قال شعيب بن الجبائي: ان الذي قال حَرِّقُوهُ خسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. وألقي إبراهيم في الناروهو ابن ست عشرة سنة. قال علماء السير: أمر نمرود بجمع الحطب فجمعوا حتى ان كانت المرأة قال: فإن استغاث بشيء منكمِ فأغيثوه وإن لم يدع غيري فأنا وليه فلما وجاء جَبْرئيل وابراهيم موثق قال: ألك حاجة. قال: أمَّا إليك فلا. قال كعب: ما أحرقت النار إلا وثاقه. قال عبد اللّه بن عمرو: أول كلمة قالها إبراهيم حين قال السدي عن قال ابن عباس: لو لم يتبع بردها سلامًا لمات ابراهيم من بردها ولم تبق فلما طفئت النار نظروا إلى ابراهيم فإذا هو ورجل آخر معه فإذا رأس وقال ابن إسحاق: بعث الله ملك الظل فقعد مع إبراهيم يؤنسه فمكث نمرود قال: ملك الظل أرسله ربي ليؤنسني. فقال: إني مقرب إلى إلهك قربانًا لما رأيت من قدرته فقال: إنه لا واستجاب لإبراهيم رجال من قومه لما رأوا من تلك الآية على خوف من نمرود وآمنت به سارة وهي ابنة عمه فتزوجها. قال السدي عن أشياخه: لما انطلق إبراهيم ولوط إلى الشام لقي إبراهيم ومن الأحداث في زمن الخليل عليه السلام أنه دعا أباه آزر إلى الإيمان وقال أبو الحسن بن البراء: كان لإبراهيم ثلاثمائة يقاتلون بالعصي. ولم يحارب من الأنبياء إلا هو وموسى وداود ومحمد عليهم السلام. ومن الأحداث هجرة الخليل عليه السلام وذلك أن إبراهيم ومن معه من أصحابه وقد ذكرنا أنه تزوجها في طريق هجرته بحران وخرج بها من حَران حتى قدم مصر وبها فرعون من الفراعنة الأول. وكانت سارة أحسن الناس فلما وصف لفرعون حسنها بعث يطلبها. أخبرنا هبة اللّه بن الحصين أخبرنا الحسن بن علي التميمي أخبرنا أحمد بن قال: فأرسل إليه: من هذه معك قال: أختي قال: أرسل بها قال: قال: فأقبلت تصلي وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنتَ بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلَطْ عليَ الكافر. قال: فَغُطَّ حتى ركض برجله. قال أبو الزناد: قال أبو سلمة عن أبي هريرة: أنها قالت: اللهم إن يمت قيل هي قتلته. قال. فأرسل ثم قام إليها فقامت تصلي وتقول: الهم إن كنت تعلم أني آمنت بك قال: فَغُط حتى ركض برجله. قال أبو الزناد: قال أبو سلمة عن أبي هريرة: قالت: اللهم إن يمت قيل هي قتلته فأرسل. قال: فقال في الثالثة أو الرابعة: ما أرسلتم إلا شيطانًا أرجعوها إلى ابراهيم وأعطوها هاجر. قال: فرجعت إلى إبرإهيم فقالت لإبراهيم: أشعرت ان اللّه عز وجل رد كيد الكافر وأحذم وليدةً. قال ابن إسحاق: وكانت هاجر جارية ذات هيئة فوهبتها سارة لإبراهيم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها فإن لهم ذمة ورحمًا”. قال الزهري. الرحم أن أم إسماعيل كانت منهم. ثم ان إبراهيم خرج من مصر إلى الشام فنزل السبْع من أرض فلسطين ونزل لوط بالمؤتفكة وهي من السبع على مسيرة يوم وليلة أوأقرب. فبعثه الله نبيًا. وأقام إبراهيم بذلك المقام فاحتفر به بئراَ فكانت غنمه تردها واتخذ به فخرجوا بالأعنز فلما وقفت على البئر ظهر إليها الماء. وكان اللّه تعالى قد أوسع على ابراهيم وبسط له في الرزق والخدم وكان وروى عيسى بن يونس عن سعد بن ابراهيم عن أبيه قال: أول من خطب على المنابر إبراهيم عليه السلام. هاجر ولدت إسماعيل ومن الحوادث أن سارة لما وهبت هاجر لإبراهيم ليتسرى فأوحى اللهّ تعالى إلى إبراهيم أن يأتي مكة فذهب بها وبابنها إلى مكة. وزعم السدي عن أشياخه: أن سارة حملت بعد هاجر وأنهما ولدتا وكبر الولدان فاقتتلا. وليس هذا بصحيح لأن إسماعيل إنما خرج وهو مرضع. ومن الحوادث وروى ابن إسحاق عن أشياخه: أن إبراهيم خرج ومعه جبرئيل أخبرنا عبد الأول أخبرنا ابن طلحة الداروردي أخبرنا ابن أعين السرخسي ابن أبي وداعة يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير قال: قال ابن وجعلت أم إسماعيل ترضع ابنها وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما في ماء قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” فلذلك سعى الناس بينهما ”. فلما أشرفت على المروة سمعت صوتَا فقالت: صه تريد نفسها ثم تسمعت قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أم إسماعيل لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينًا معينًا”. قال: فشربت وأرضعت ولدها فقّال لها الملك: لا تخافوا الضيعة فإن ها فأرسلوا جَريًا أو جريين فإذا هم بالماء فقال: أتأذنين لنا أن ننزل عندك. فقالت: نعم ولكن لاحق لكم في الماء. قالوا: نعم. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فألفى ذلك أم إسماعيل وماتت أم إسماعيل فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد فقال: إذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغيرعتبة بابه. فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئًا فقال: هل جاءكم من أحد قالت: نعم قالت: نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول لك: غيِّر عتبة بابك. قال: ذلك أبي وقد أمرني أن أفارقك فالحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى. فلبث عنه إبراهيم ما شاء اللهّ ثم أتاهم فلم يجلى فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال: كيف أنتم. وسألها عن عيشهم وهيئتهم. فقالت: نحن بخير وسعة وأثنت على اللهّ فقال: ما طعامكم قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لاولم يكن لهم يومئذ الحَبُ ولوكان لدعا لهم فيه بالبركة ”. قال: فهما لا يخلوا عليهما أحد بغير ملة إلا يوافقاه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه أن يثبت عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد قالت: نعم أتانا شيخ حسن قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيتَ فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة انفرد بإخراجه البخاري. وقد روى عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذا الحديث: فقال لها: إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له: قد استقامت عتبة بابك. ومن الحوادث قد ذكرنا أن ابراهيم عليه السلام قدم مكة بهاجر وإسماعيل وقد روى خالد بن عرعرة عن علي عليه السلام قال: أوحى اللّه تعالى إلى وروى حارثة بن مضرّب عن علي رضي الله عنه قال: لما قدم إبراهيم مكة حدثنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا الجوهري أخبرنا ابن حيويه أخبرنا أحمد فإن قيل: هل بني البيت قبل إبراهيم قلنا: ذكرنا في قصة آدم أن الله وفي رواية: أن آدم بناه ثم بناه بعده بنوه إلأ أن الغرق عفى أثره وبقي مكانه أكمة إلى أن بناه الخليل. فأما حدود الحرم: فأول من وضعها الخليل عليه السلام وكان جبرئيل يأمر قال: ما وضعوا منها نصبًا إلا بيد الملك. ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الفتح تميم بن راشد فجددها فإن قال قائل: ما السبب في بعد بعض الحدود وقرب بعضها ففيه ثلاثة رواه سعيد بن جبيرعن ابن عباس. والثاني: انه كان في ذلك البيت قناديل فيها نور فانتهى ضوء ذلك النور إلى مواضع الحرم. قاله وهب بن منبه. والثالث: انه لما وضع الخليل الركن أضاء فالحرم إلى موضع انتهاء نوره. ومن الأحداث: أنه لما فرغ إبراهيم من بناء البيت أمره اللّه عز وجل أن فقال: يا رب وما يبلغ صوتي قال: أذِّن وعلّي البلاع. فقام على الحجر فنادى: أيها الناس إنّ ربكم قد اتخذ بيتًا وأمركم أن لبيك لبيك ثم إلى الشام فأجيب لبيك لبيك. أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا الجوهري أخبرنا ابن حيويه أخبرنا محمد ومن الحوادث أنه ابتدأ بفعل الحج بعد فراغه من البيت فروى ابن أبي مليكة ومن الحوادث أن اللّه عز وجل أنزل على الخليل عشر صحائف أخبرنا أبو بكر قال: مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على آدم عشر صحائف وعلى شيث خمسين قال: قلت: يا رسول اللّه فما كان في صحف إبراهيم قال: كانت وكان فيها أمثال: وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباَ على عقله أن يكون له وعلى العاقل أن لا يكون طاغيًا إلا في ثلاث: تزوّدٌ لمعاد ومرمّة ومن حسب كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه وسلام على من أكرم الضيف ومن أهانه فهو في الدرك الأسفل من النار. قال أبوذر: فلهذا كان إبراهيم لا يأكل إلا مع الضيف. من الحوادث اتخاذ اللّه عز وجل إبراهيم خليلًا اختلف العلماء في سبب ذلك وفي حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه والثاني: أن الناس أصابتهم سنة فأقبلوا إلى باب إبراهيم يطلبون الطعام فيومئذ اتخذه الله خليلًا. رواه أبو صالح عن ابن عباس. والثالث: أنه اتخذه خليلًا لكسره الأصنام وجداله قومه. قاله مقاتل. أخبرنا محمد بن أبي طاهر البزاز أخبرنا محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن أخبرنا أبو منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري عن الدارقطني حدثنا وأول من اتخذ القسيّ الفارسية نمرود. سؤاله ربه عز وجل أن يريه كيف يحيي الموتى واختلف العلماء في سؤاله ذلك قال ابن عباس: مر إبراهيم برجل ميت على ساحل البحر فرأى دواب البحر وسباع الأرض تأكل منه وقال قتادة: مر على دابة ميتة. وقال ابن جريج: مر على جيفة حمار. وقال ابن يزيد: مر على حوت ميتة. والثانى: انه لما بشر بأن اللّه تعالى قد اتخذه خليلًا سأل ذلك ليعلم بإجابته صحة البشارة. رواه السدي عن أشياخه. والثالث: أنَّه أحبَّ أن يزيل عوارض الوساوس. وهو مذهب عطا بن أبي رباح. والرابع: أنه لما قال: ربي الذي يحيي ويميت أحب أن يرى ما أخبر به عن ربه. ذكره ابن إسحاق وزعم مقاتل بن سليمان أن هذه القصة جرت لإبراهيم بالشام قبل أن يكون له ولد وقيل نزول الصحف عليه وهو ابن خمس وسبعين سنة. ومن الحوادث أن اللّه تعالى أمر بكلمات فأتمهن أحدها: أنه ابتلاه بالإسلام فأتمه. رواه عكرمة عن ابن عباس. والثاني: ابتلاه بالطهارة خمس في الرأَس وخمس في الجسد في الرأس: قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسل أثر الغائط والبول بالماء. رواه طاووس عن ابن عباس. والثالث: أنها ست في الإنسان: حلق العانة والختان ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب والغسل يوم الجمعة. وأربع في المشاعر: الطواف والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والإفاضة. رواه حَنَش عن ابن عباس. والرابع: أنها مناسك الحج خاصة. رواه قتادة عن ابن عباس. والخامس: أنها قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلناس إِمَامًا} وآيات النسك. قاله أبو صالح. والسادس: انه ابتلاه بالكواكب والقمر وبالشمس وبالنار وبالهجرة وبالختان. أخبرنا أبو الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد أخرجاه في الصحيحين وليس في حديثهما ذكر سنه يومئذ. والقدوم: موضع. وقد أخبرنا عليّ بن عبد الواحد الدينوري أخبرنا علي بن عمر القزويني وروى الضحاك عن ابن عباس قال: إبراهيم أول من أضاف الضيف وأول من ثرد وروى أبو الحسين بن المنادي من حديث ابن عباس أنه قال: كان إبراهيم اللّه عز وجل ابتلى الخليل بذبح ولده بعد فراغه من الحج وقد اختلف العلماء في الذبيح هل هو إسماعيل أو إسحاق. فروى علي بن زيد بن جدعان عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد قال: ” إسحاق ”. وقد رواه مبارك عن الحسن فوقفه على العباس وهوأصح وكذلك روى عكرمة عن ابن عباس قال: الذبيح إسحاق. وبه قال ابن مسعود وكعب وعبد بن عمير ومسروق وأبوميسرة في خلق كثير. وقد روى معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلًا جاءه فقال: يا ابن الذبيحين فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. يشيرإلى إسماعيل وعبد اللّه والد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن عبد فأدخل إسماعيل في الآباء وهوعم يعقوب. وقد روى الشعبي وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء بن أبي رباح ويوسف بن مهران عن ابن عباس أنه إسماعيل. وبه قال الشعبي وقال: رأيت قرني الكبش في الكعبة. وإليه يذهب الحسن ومجاهد والقرظي واحتج بأن الله تعالى لما فرغ من قصة الذبيح قال: {َبَشَرْنَاهُ بإِسْحَاقَ}. والقول الأول أصح فإن الخليل لما هاجر عن قومه قال: {هَبْ لِي مِنَ الصَالِحِينَ فَبَشَرْنَاهُ بِغلامٍ حَلِيمٍ}. والبشارة كانت لسارة فَلًمّا بَلَغَ مَعَهُ السًعْيَ أي كبر وبلغ أنه سعى مع ابنه. فأما إسماعيل فقد ذكرنا أنه أسكنه مكة ولم يره حتى تزوج امرأتين. والاحتجاج بقرني الكبش ليس بشيء لأنه من الجائز أن يكونا حملا من الشام الإشارة إلى قصة الذبح سبب أمر اللّه خليله بذبح ولده: ما روى السدي فأقبل عليه إبراهيم يقبله وقد ربطه وهويبكي وإسحاق يبكي ثم إنه جرّ فإذا بكبش فأخذه وخلى عن ابنه وأكب على ابنه يقبله ويقول: اليوم يا بني وُهِبْتَ لي. فرجع إلى سارة فأخبرها الخبر فجزعت سارة وقالت: يا إبراهيم أردت أن تذبح ابني ولا تعلمني. قال شعيب الجبائي: لما علمت بذلك ماتت يوم التالث. وروى ابن إسحاق عن بعض أهل العلم: إن إبراهيم لما خرج بابنه ليذبحه فعرفه إبراهيم فقال: إليك عني عدو اللهّ فواللهّ لأمضين لأمر ربي فيه قال: يحتطب لأهلنا من هذا الشعب قال: واللّه ما يريد إلا أن يذبحك فرجع عدو الله لم يصب من آل إبراهيم شيئًا مما أراد. فقال: يا أبت إذا أردت ذبحي فاشدد رباطي فإن الموت شديد واشحذ شفرتك حتى تُجهز عليّ فتريحني. فإذا أنت أضجعتني فعلى وجهي فإني أخشى إن نظرت في وجهي أن تدركك رقة فقال له إبراهيم: نعم العون أنت يا بني على أمر اللهّ. فربطه كما أمره ثم شحذ شفرته ثم تله للجبين واتق النظر في وجهه ثم أدخل الشفرة فقبلها اللهّ تعالى ونودي: قد صدقت الرؤيا. قال ابن عباس: خرج عليه كبش من الجنة قد رعاها قبل ذلك أربعين خريفًا وهو الكبش الذي قربه هابيل فنحره في منى. وقال علي بن أبي طالب رضي اللهّ عنه: كان كبشًا أبيض أقرن أعين مربوطًا بسَمُر في ثبير. وقال الحسن: أهبط عليه من ثبير. قال وهب بن منبه وشعيب الجبائي وغيرهما: كان ذلك بإيليا من أرض الشام. ومن الأحداث في زمن الخليل عليه السلام احتيال نمرود في صعود السماء ثم انه حلف ليطلبن إله إبراهيم. قال السدي عن أشياخه: أخذ نمرود أربعة أفرخ من فراخ النسور فرباهن فلما رأى أنه لم يطق شيئًا أخذ في بنيان الصرح فبناه ثم ارتقى ينظر وسقط الصرح وتبلبلت ألسن الناس يومئذ من الفزع. قال زيد بن أسلم: بعث اللّه إلى نمرود ملكًا أن آمن بي وأتركك على ملكك. قال: فهل ربّ غيري. فأتاه الثانية فقال له ذلك فأبى عليه ثم أتاه الثالثة فقال له ذلك فأبى وهو الذي بنى صرحًا إلى السماء فأتى اللّه بنيانه من القواعد وهو قال اللّه: {فأتى الله بنيانهم من القواعد}. وقد ذكرنا أن قومًا يقولون نمرود هو الضحاك الذي سبق ذكره وليس كذلك لأن نسب نمرود في النَبَط ونسب الضحاك في عجم الفرس. وذكر قوم أن الضحاك ضم إلى نمرود السَّواد وما اتصل بها وكان عاملًا له وكانت ولايته. بابل من قبل الضحاك فلما ملك أفريدون وقهر الضحاك قتل نمرود وشرد النبط. والله أعلم. ومن الأحداث في زمن الخليل عليه السلام وكان إبراهيم بفلسطين وإسماعيل ومن الأحداث في أيام الخليل عليه السلام هلاك قوم لوط قد ذكرنا أن لوطًا وقد قيل: كان معهم تارخ أبو إبراهيم وهو على غير دينه حتى صاروا إلى حران فمات تارخ بحران على كفره. وشخص إبراهيم ولوط وسارة إلى الشام واختتن لوط مع إبراهيم ولوط ابن ثلاث وهو: لوط بن هاران بن تارخ ورأيت بخط أبي الحسين بن المنادي: هازن بالزاء المعجمة من غير ألف. بعث إلى أهل سَدُوم فكانوا أهل كفر باللّه وركوب الفاحشة. قال مجاهد: كان بعضهم يجامع بعضًا في المجالس. قال العلماء بالسير: كان لوط يدعوهم إلى عبادة اللّه وينهاهم عن فقالوا: لا نأكل طعامًا إلا بثمنه قال: فإن له ثمنًا قالوا: وما هو. قال: تذكرون اسم الله على أوله وتحمدونه على آخره فنظر جبرئيل إلى فقال جبرئيل: أيتها الضاحكة أبشري بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب وكانت بنت تسعين سنة وإبراهيم ابن مائة وعشرين سنة. فلما سكن روعه وأعلموا لماذا أرسلوا فناظرهم في ذلك كما قال اللهّ عز وكان جداله إياهم أن الملائكة قالوا: {إنا مهلكوا أهل هذه القرية}. فقال لهم: أتهلكون قرية فيها أربعمائة مؤمنون. قالوا: لا قال: ثلاثمائة. قالوا: لا قال مائتان قالوا: لا قال: مائة قالوا لا قال: أربعون قالوا لا قال: أربعة عشر قالوا: لا. وكان يعدهم أربعة عشر مع امرأة لوط. فسكت واطمأنت نفسه. هذا قول سعيد بن جبير. قال ابن عباس: قال الملك لإبراهيم: إن كان فيها خمسة يصلون رفع عنهم العذاب. قال حذيفة: جاءت الرسل لوطًا وهو في أرض له يعمل فيها وقد قيل لهم فانطلق بهم فلما مشى ساعة التفت فقال: أما تعلمون مايعمل أهل هذه القرية واللهّ ما أعلم على ظهر الأرض ناسًا أخبث منهم. فانطلق بهم فلما بصرت عجوز السوء امرأته بهم انطلقت وأنذرتهم. وقال السدي عن أشياخه: لما خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط قالت: نعم مكانكم لا تدخلوا حتى آتيكم فزعت عليهم من قومها فأتت أباها فجاء قومه يهرعون إليه. قال علماء السير: فلما أتاه قومه جعل يلطف بهم ويقول: اتقوا اللهّ ولا تخزوني في ضيفي. ويقول: هؤلاء بناتي أهن أطهر لكم مما تريدون ”. فلما لم يلتفتوا إلى قوله قال: {لَوْ أن لِي بِكُمْ قوَّةً} أي: فلما اشتد الأمر عليه قالت له الرسل: إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فقال: أهلكوهم الساعة. فقال جبرئيل: إن موعدهم الصبح. فطمس جبرئيل أعينهم فقالوا: يا لوط جئتنا بقوم سحرة كما أنت حتى تصبح. فأمر أن يُسري بأهله فخرج وقت سحر ثم أدخل جبرئيل جناحه في أرضهم فرفعها وتوفي لوط وهو ابن ثمانين سنة وعلى مقتضى الحساب يكون وفاة لوط قبل إبراهيم بسنين كثيرة. ومن الحوادث في أيام الخليل عليه السلام فإنها توفيت بالشام وقيل: وأما هاجر فقد ذكرنا في الحديث الصحيح أنها ماتت بمكة قبل بناء البيت. ومن الحوادث تزوج الخليل بعد سارة قال ابن إسحاق: لما ماتت سارة تزوج ويقال: بنت مقطور وقد قال حذيفة: يوشك بنو قنطورا أن يخرجوا أهل البصرة منها. قال شيخنا أبو منصور اللغوي: يقال ان قنطورا كانت جارية لإبراهيم فولدت أولادًا والترك من نسلها. قال ابن إسحاق: ولدت له قنطورا ستة نفر: منهم مدين وأولاده الذين
|
