خطُ أخـتي لم أكن أجهـله |
إن أخـتي دائماً تــكـــتب لي |
* |
* |
حـدثتني أمس عن أهلي وعن |
مضض الشوق وبُعد المـنزل |
* |
* |
ماعـساها اليوم لي قــائلة؟ |
أيُّ شيءٍ يا تـرى لم تـــقـلِ |
* |
* |
وفضضـت الطرس ..لم أعـثر على |
غـير سطرٍ واحدٍ ..مختزلِ |
* |
* |
وتهجيت بجهدٍ بعـضــه |
إن أختي كتبت في عـجل |
* |
* |
فـــيه شيءٌ…عـن عليٍ مـبهــمٌ |
ربـما بعـد قليل ينجلي |
* |
* |
وتــوقفتُ ..ولـم أتممْ..وبـي |
رعــــشاتُ الخائف المـبتهل |
* |
* |
وتــرآءى لي عـليٌّ كاسياً |
مــــن خـيوط الفجر أسنى حُلَلِ |
* |
* |
مـرِحَ اللفـتةِ مزهو الخطى |
سلس اللهــــجة حلو الخجل |
* |
* |
تسأل البسمةُ في مرشفه |
عـن مواعيد انسكاب القُبَلِ |
* |
* |
طـلعةٌ استقـــبل الدنــيا بها |
نــاعم البال بعـيد المأمل |
* |
* |
كم أتى يشــرح لي أحلامه |
وأمـانيه على المسـتقـبل |
* |
* |
قـال لي في كـبرياء إنـــه |
يعــرف الدرب لعـيش أفـضل |
* |
* |
إنه يكره أغلالي التي |
أوهـنت عزمي وأدمت أرجلي |
* |
* |
سوف يعطي في غـدٍ قريته |
خبرة العـلم وجهـد العمل |
* |
* |
وسـيبني بيـته في غايةٍ |
تـترامى فـوق سـفح الجبل |
* |
* |
وســأعتز به في غـده |
وأراه مثلاً للــــــرجــــــل |
* |
* |
عـدت للطرس الذي ليس به |
غير سطرٍ .. واحدٍ .. مختزلِ |
* |
* |
وتجــالدت .. لعـلي واجد |
فيه ما يـــبعد عـني وجـلي |
* |
* |
وإذا أقـفل معــناه على |
وهمي الضارع ..كل الســبل |
* |
* |
غـرقت عـيناي في أحرفه |
وتـهاوى مِزقاً عن أنمــلي |
* |
* |
قـلبُ أختي ..لم أكن أجهله |
إن أخـتي دائماً تحـسن لي |
* |
* |
ما لها تنحرني نحـراً على |
قــولـها ..مات ابنهـا.. مات علي |