لاطتْ قريشٌ حياضَ المجد فافترطتْ |
سهمٌ، فأصبحَ منهُ حوضها صفرا |
وَأوْرَدوا، وحِياضُ المَجْدِ طامِيَة ٌ، |
فَدَلَّ حَوْضَهُمُ الوُرّادُ فانْهَدَرَا |
واللَّهِ ما في قُرَيشٍ كُلّها نَفَرٌ |
أكْثَرُ شَيْخاً جَبَاناً فَاحِشاً غُمُرا |
أذَبَّ أصْلَعَ سِفْسِيراً لَهُ ذُأبٌ |
كالقردِ يعجمُ وسطَ المجلسِ الحمرا |
هذرٌ مشائيمُ محرومٌ ثويهمُ، |
إذا تروحَ منهمْ زودَ القمرا |
أما ابنُ نابغة َ العبدُ الهجينُ، فقدْ |
أُنْحي عَلَيْهِ لِساناً صَارِماً ذَكَرَا |
ما بالُ أُمّكَ زَاغَتْ عندَ ذي شَرَفٍ |
إلى جَذِيمَة َ، لمّا عَفّتِ الأثَرَا |
ظلّتْ ثلاثاً، وملحانٌ معانقها، |
عِنْدَ الحَجونِ، فما مَلاّ وما فَتَرَا |
يا آل سهمٍ، فإنّي قدْ نَصَحتُ لكُم، |
لا أبعثنّ على الأحياءِ منْ قبرا |
ألا تَرَوْنَ بأنّي قدْ ظُلِمتُ، إذا |
كانَ الزبعرى لنعليْ ثابتٍ خطرا |
كمْ منْ كريمٍ يعضُّ الكلبُ مئزرهُ |
ثمّ يفرُّ إذا ألقمتهُ الحجرا |
قولي لكم، آلَ شجعٍ، سمُّ مطرقة ٍ |
صماءَ تطحرُ عن أنيابها القذرا |
لَوْلا النّبيُّ، وقوْلُ الحقّ مَغضَبَة ٌ، |
لمَا تركتُ لكم أُنْثى وَلا ذَكَرَا |