يا صاحِبَيّ عصَيْتُ مُصْطبَحـا ، |
وغدوتُ للّذّاتِ مُطّرِحَا |
فتزَوّدا منّي محادَثة ً، |
حَذَرُ العَصَا لم يُبْقِ لي مَرَحَا |
إنّ الإمامَ لهُ عليّ يَدٌ ، |
فترَقّبَـا بمسهَّدِ صُبُحَـا |
لا تجمعَـا بي شَمْلَ ذي طربٍ |
قد باكرَ الإبريقَ والقدَحَا |
فَلَئِنْ وُقِرْتُ على ملامَتِهِ |
لقد ابتذلتُ اللهوَ ما صَلُحَا |
ووَصَلْتُ أسبابي بمُخْتَلَقٍ |
رخْصِ البنانِ، مخضّبٍ بِلِحا |
يُزْني العيونَ بِحثسْنِ مُقْلَتِهِ ، |
بيروحُ منكوحـاً وما نَكَحـا |
يحثو اللُّهى لكَ من محاسنهِ، |
فإذا سنحْتَ لوَصْلِهِ بَرَحا |
ومُدامَة ٍ سجد الملوكُ لَها، |
باكرتُها، والدّيكُ قد صدحا |
صرْفٍ، إذا اسْتنْبَطتَ سَوْرتها، |
أدّتْ إلى معقولكَ الفرَحَــا |
وكأنّ فيها من جَنادِبِها |
فرساً إذا سَكّنْتَهُ رمَحا |
و تنوفَة ٍ يجري السرابُ بها |
شارفتها والظلّ قد مصَحَا |
ببُوَيْزِلٍ تزْدادُ جرْأتُهُ |
أضَماً إذا ماليتُهُ رشحـَـا |
ولقد ذعرْتُ الوَحشَ يحْمِلُني |
مُتقاربُ التقريبِ قد قرِحَا |
عَتَدٌ يَطيرُ إذا هتفتُ بهِ |
فإذا رضيتُ بعفوهِ سبَحَا |
و هب الصريحُ له سنابكه |
وأعارَهُ التحجيلَ والقَرَحَــا |
يُثْنى العجَـاجُ على مفارقهِ |
بمُقَعَّبِ التقريبِ قد قرِحـَـا |
و لقد حزنْتُ فلم أمتْ حزَنــاً |
و لقد فرِحْتُ فلم أمتْ فرَحَـا |